لا تقتصر التجاذبات والمزايدات في الداخل الإسرائيلي على العلمانيين والمتدينين، بل تنسحب على المتدينين أنفسهم. وزير الداخلية أريه درعي، هو أحد رموز الحريدية في إسرائيل، لكنه قرر البناء على رضوخ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لابتزاز الأحزاب الدينية، ومنع أعمال البنية التحتية للقطارات يوم السبت في تل أبيب، فمدّد الابتزاز باتجاه إغلاق المحلات التجارية والأماكن السياحية في اليوم الذي تحرم فيه الشريعة العمل وفتح المتاجر.
استفاد وزير الداخلية من تنازل نتنياهو للأحزاب الدينية
قرار درعي الدفع بتشريع جديد يقضي باغلاق المتاجر خلال السبت، واجهه العلمانيون في المدينة بردّ شديد لا يخلو من دلالات على حجم ومستوى الاختلاف والانقسام في المجتمع الإسرائيلي، والحدود التي يمكن أن يصل إليها.
حركة «إسرائيل حرة»، التي هي أحد منابر تظهير موقف العلمانيين من المتدينين ورفضهم توجهاتهم بتغيير طابع الدولة، أصدرت بيانا رافضا لتوجهات درعي، وأكدت فيه أنها ستذهب بعيدا في الدفاع عن «تل أبيب العلمانية»، كما ورد في البيان إمكان التوجه إلى حرب إن اقتضى الأمر.
على صفحة الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي، وردت أيضا عبارات قاسية جدا ضد اليهود المتدينين والشريعة اليهودية، مثل: «مقابل كل متجر يغلق يوم السبت، ستواجهون بحرب شاملة ضد عالم التوراة الفاسد. كل تدنيس للسبت تحاولون منعه، ستحصلون على تدنيس أكبر بكثير، وعن قصد وتوجه مسبق منذ البداية». وأضاف البيان مهددا: «لقد خلعنا القفازات. إذا أغلقتم تل أبيب، فستواجهون حربا».
في السياق، أوضح المدير العام لحركة «إسرائيل حرة»، في حديث إلى موقع القناة السابعة العبري، أن «هذه الحركات والتوجهات من المتدينين، ستدفع العلمانيين أكثر إلى التوحد وشن صراع كبير دفاعا عن العلمانية»، لافتا إلى أن «الهوية العلمانية لإسرائيل باتت مهددة بالفعل، وإذا استولوا على تل أبيب، التي تعد مدينة ورمز العلمانية، وتسللوا إليها بعنف وبصورة مؤلمة، فسنكون أمام حرب بوجه ثقافي قد اندلعت بالفعل... آمل ألا يحصل ذلك، لأنها ستكون نقطة تحول حيال كل المقاربة، للمستقبل».