تبنّت سلطنة عمان وساطة جديدة بين وفد صنعاء العالق في العاصمة مسقط، منذ فشل مشاورات الكويت قبل أسابيع، وبين المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، الذي وصل مساء أول من أمس إلى السلطنة، حاملاً مشروعاً أممياً جديداً لحل الأزمة اليمنية.وفيما تحدثت وسائل إعلامية عن قبول وفد صنعاء العودة إلى المشاورات تحت رعاية ولد الشيخ، أفاد مصدر مقرب من الوفد بأن مفاوضات ووساطة تجريان حالياً بين الوفد والمبعوث الدولي، يقودها مسؤولون في وزارة الخارجية العمانية. وقال المصدر لـ«الأخبار»، إن الوفد لا يزال يتفاوض بخصوص اللقاء أو عدمه، لافتاً إلى أنه لا مؤشرات حالياً على العودة إلى المشاورات.
لا مؤشرات حالياً لدى وفد صنعاء للعودة إلى المشاورات

وفي رد على ما أشيع عن أن ولد الشيخ تمكن من الحصول على موافقة من «التحالف» للعودة إلى صنعاء برفقة الوفد العالق منذ أكثر من شهر، نفى المصدر نفسه صحة هذه المعلومة، مشيراً إلى أن اللقاء مع المبعوث لم يحسم بعد، فـ«كيف سيجري الخوض في تفاصيل كهذه؟».
وحول إمكانية اللقاء بالمبعوث الدولي خلال الساعات المقبلة، كشف المصدر عن تحركات جرت ليل أمس تهدف إلى التسريع باللقاء، مضيفاً: «من الممكن خلال الساعات المقبلة أن يرسل الوفد أحد أعضائه للقائه أو العكس»، في إشارة إلى أن اللقاء لن يكون مثل المعتاد بكامل أعضاء الوفد. وذكر أيضاً أن الوفد تلقى توجيهات من رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن قبل أسابيع بعدم اللقاء بالمبعوث الذي وصفه بـ«العاجز عن إعادة طائرة الوفد إلى مطار صنعاء».
وتابع المصدر ذاته أن ولد الشيخ طلب من وفد صنعاء أن يلتقيه ليشرح له الأسس التي ستبنى عليها المشاورات المقبلة، واعداً باستيعاب محاذير الوفد ومطالبه بخلاف ما كان مطروحاً في الكويت أخيراً، وهو ما لم يلين موقف وفد صنعاء الذي لا يزال متمسكاً بموقفه الرافض للقاء.
على وقع ذلك، أثيرت تساؤلات عدة حول مضمون ما يحمله المبعوث الدولي هذه المرة، وفي هذا السياق، لمح المصدر إلى أن من المتوقع أن يحمل ولد الشيخ مبادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأخيرة. لكنه لفت إلى أن تلك المبادرة «غازلت جميع الأطراف، لكنها لم تتمكن من إرضائها جميعاً»، معتبراً أن إلحاح المجتمع الدولي لعودة تحريك عجلة المشاورات يأتي ثمرة ضغط الميدان الذي يذهب في غير مصلحة «التحالف» والسعودية، فقد «أعطيت الأخيرة فرصة لتحقيق إنجازات منذ فشل مشاورات الكويت وكانت النتيجة المزيد من الغرق في مستنقع الجرائم».
وجاءت عودة المبعوث الأممي إلى مسقط عقب حراك من نوع آخر شهدته جدة تمثل في الاجتماع الرباعي بين وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وخرج بمقترح مبادرة كيري اتضح جلياً من سطورها أنها انطلقت من دافع استشعار الخطر على أمن المملكة بعد العمليات المتصاعدة داخل الأراضي الحدودية الجنوبية لها، وخصوصاً نجران التي باتت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» على مشارفها، إضافة الى تكثيف ضرباتها الصاروخية على أهداف استراتيجية في نجران وجيزان وعسير، وهو ما بدا مزعجاً للولايات المتحدة كما كان واضحاً في حديث كيري.
بالإضافة إلى ذلك، ضغطت مفاعيل تشكيل المجلس السياسي الأعلى وتحركات وفد صنعاء الدبلوماسية التي كان آخرها زيارته بغداد، حيث حصد اعتراف السلطات العراقية بالمجلس، الأمر الذي ساهم في التأثير في الاستعجال الأممي لإعادة عجلة التحرك الدبلوماسي إلى الدوران مجدداً.