حقق الجيش السوري وحلفاؤه إنجازاً نوعياً في حلب مساء أمس، حين نجحوا في غلق «ثغرة الراموسة» بالنار بعد نحو 24 يوماً من قيام المسلحين بفتحها في معارك عنيفة. وبينما يؤشر هذا الحدث الشديد الأهمية إلى احتمال قيام القوات السورية بهجوم أوسع في الساعات المقبلة لتثبيت الإنجاز، فإنّ ما تمّ يُضاف إلى سياقات معارك الشمال السوري المشتعل، ويشير بصورة واضحة إلى إصرار دمشق على الإمساك بزمام المبادرة في عاصمة الشمال في هذه المرحلة التي يسعى خلالها أطراف عديدون إلى تكريسها كـ«مرحلة تفاوضية» ما زالت ملتبسة المعالم. وانعكس ذلك الإصرار عبر إحراز الجيش السوري خطوة ميدانية مهمة في ريف حلب الجنوبي، عبر السيطرة على تلة الصنوبرات، جنوب شرق منطقة الكليات العسكرية الثلاث، فارضاً بالتالي سيطرة نارية على طريق الإمداد الذي يصل إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وتأتي خطوة الجيش بعد أيام عدة من الاستهداف الكثيف لتحركات المسلحين في منطقتي الكليات والراموسة، بالتوازي مع محاولات مستمرة لإشغالهم (المسلحين) بهدف منعهم من تثبيت تحصينات دفاعية، ريثما يجري العمل على نطاق أوسع، بما يسمح بإغلاق الثغرة بشكل كامل. وبالتوزاي مع تركيز الجيش لنقاطه جنوب منطقة الكليات، تقدمت وحداته في الريف الجنوبي وأحكمت سيطرتها على عدد من البلدات والتلال، منها تلة القراصي والقراصي والعمارة والبرندة.
وحقق الجيش وحلفاؤه الإنجاز في وقت يتوسع فيه الغزو الأردوغاني في الشمال السوري، بينما يتابع الجميع مسار المفاوضات المفترضة حول سوريا بين واشنطن وموسكو التي يحلّ نائب وزير خارجيتها، سيرغي ريابكوف، ضيفاً على طهران اليوم، والتي دعت بدورها عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي، إلى أن «يعمل الجيش التركي على وقف إجراءاته العسكرية في سوريا بأسرع وقت ممكن... (خاصة أنّ الاستمرار) سيؤدي إلى المزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة».
على صعيد ميداني آخر، استمرت المعركة التي شنّها تنظيم «جند الأقصى» بالاشتراك مع فصائل «جيش التحرير وجيش الفاروق وجيش النصر» في ريف حماة الشمالي الغربي، وتمكنوا من السيطرة على بلدة طيبة الإمام شرق حلفايا، بعد اشتباكات عنيفة دخلت على إثرها إلى الأحياء الشمالية في البلدة، قبل انسحاب قوات الجيش السوري نحو الجنوب، فيما بقيت خطوط السيطرة بين بلدتي حلفايا ومدينة محردة على حالها، بعد تثبيت الجيش لنقاطه الدفاعية شمال المدينة وشرقها.