في ختام «اللقاء الماراثوني»، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى «نموذج تجربة داريا»، داعياً إلى تعميمها، ومشيراً في الوقت عينه إلى أن «مركزنا في حميميم أبلغنا أن ثمّة منطقة في سوريا مهتمة بتكرار هذه التجربة من خلال الوساطة الروسية».تصريح لافروف تزامن مع «توقّعات» المسلحين بأن محيط العاصمة دمشق في طريقه إلى المصالحة. وأوحى مناصرو الفصائل المسلحة، في اليومين الماضيين، بأن مدينة دوما، في غوطة دمشق الشرقية (المعقل الرئيسي لـ«جيش الإسلام»)، ستكون على خطى داريا، في حين ذهب آخرون إلى التأكيد أن مدينة المعضمية، في الغوطة الغربية، هي التالية.
وللنظريتين دعائمهما. فالنظرية الأولى تأتي نتيجة التقدّم الذي يحققه الجيش أمام مسلحي «جيش الإسلام»، وتراجعهم المستمر في الغوطة الشرقية، والخلافات القائمة بين «جيش الإسلام» والفصائل الأخرى، والاتهامات المتبادلة بين الطرفين لجهة «من يريد إسقاط الغوطة؟». وقد غرّد عددٌ من الناشطين، على شبكة «تويتر» أن مسلحي «جيش الإسلام» تعبوا من القتال، وخسائرهم المتتالية والسريعة تشير إلى أن نيتهم هي الدخول في مصالحة مع النظام، واعتزال القتال، وتحقيق نوعٍ من «الحماية الذاتية».
أما النظرية الثانية، فيؤكّدها الميدان، حيث إن المعضمية باتت بحكم الساقطة عسكرياً، ومفصولة عن محيطها، وهو أمرٌ قد يدفع مسلحيها إلى إعلان الاستسلام أو إبرام صفقة مع الجيش.
لكن المؤكّد، أن المسلحين التابعين للفصائل المحلية في الأرياف الدمشقية، وتحديداً أولئك في الريف الجنوبي، صبّوا جام غضبهم على مسلحي «الجبهة الجنوبية»، الذين وعدوهم في الفترة السابقة بـ«فك الحصار عن داريا»، والوصول إلى دمشق، وذلك بإطلاق عملية عسكرية كبيرة رُجح أن تنطلق بعد شهر رمضان الماضي.
(الأخبار)