على مدى اليومين الماضيين، تفاعلت في الإعلام الغربي قصة محاولة الاستخبارات الإماراتية اختراق هاتف أحد مواطنيها، «ناشط حقوقي»، مستخدمة تكنولوجيا «إسرائيلية» باهظة الثمن، مصدرها شركة NSO Group، التي قالت في بيان إن مهمتها «(دعم) الحكومات بالتكنولوجيا التي تساعدها على محاربة الإرهاب والجريمة».
قدّر خبراء ثمن البرنامج التجسسي بمليون دولار أميركي
المستهدَف بمحاولة الاختراق الإلكتروني هو أحمد منصور، الحائز جوائز (غربية) لعمله في مجال «حقوق الإنسان»، وهو «ذو صلات وثيقة بوسائل إعلام أجنبية، ويمتلك شبكة من المصادر»، بحسب شبكة «بلومبرغ».
في العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري، تلقى منصور رسائل نصية على هاتفه من نوع «Phone»، فيها روابط تقول الرسالة إنها تؤدي إلى معلومات تكشف «أسراراً جديدة» حول التعذيب في السجون الإماراتية. لكن منصور ارتاب بالأمر، ودفع بالرسائل إلى باحثين في مجال الأمن الإلكتروني في موقع «Citizen Lab». وأكد الأخيرون أن الروابط في الرسائل النصية التي تلقاها منصور مصدرها «NSO Group»، وهي «شركة حرب إلكترونية مقرها إسرائيل، تبيع برنامج Pegasus الخاص بالحكومات»، ومهمته التجسس واعتراض الاتصالات.
وفقاً لتقريرَين صدرا الخميس الماضي، أحدهما عن شركة «Lookout» في سان فرانسيسكو الأميركية، متخصصة بأمن الهواتف الجوالة، والآخر عن «Citizen Lab» في جامعة تورونتو في كندا، فإن البرنامج الذي أُرسل الرابط الخاص به إلى هاتف منصور كان «قادراً على السيطرة التامة على الجهاز، بحيث يتجسس على الاتصالات، ويعترض الرسائل النصية، ويشغّل الكاميرا، ويحصد جميع المعلومات الشخصية المخزنة على الهاتف ومسار التحركات الجغرافية». وشبّه خبير في «Lookout» عملية عزل البرنامج بـ«تفكيك قنبلة»، معبراً عن ذهوله من الدرجة التي ذهب إليها معدو البرنامج لتجنب انكشافه، متحدثاً عن آلية فائقة الحساسية وُضعت في البرنامج بهدف «التدمير الذاتي». وبعد جهد استمر نحو أسبوعين، قدّر الخبراء في المؤسستين المذكورتين ثمن البرنامج «الفائق التطور» بمليون دولار أميركي.
ووفقاً لموقع «Citizen Lab»، فإن شركة «NSO Group» تملكها شركة استثمار أميركية اسمها «Francisco Partners Management»، يقع مقرها على مسافة ساعة بالسيارة من مقر شركة «آبل» التي تنتج هذا النوع من الهواتف. لم تردّ الشركة الأميركية المالكة للشركة «الإسرائيلية»، مصدر «البرمجة الخبيثة»، على اتصالات «بلومبرغ» للاستفسار، كذلك لم تردّ سلطات العدو والسلطات الإماراتية، وفقاً لـ«بلومبرغ»، التي زارت مقر الشركة في مدينة «هرتسيليا» في فلسطين المحتلة، لتجد أن المقر قد أُخلي منذ وقت قصير، ليبقى شعار (لوغو) الشركة على المبنى. وفي بيان أصدرته الخميس الماضي، قالت الشركة إن مهمتها «(دعم) الحكومات المفوَّضة بالتكنولوجيا التي تساعدها على محاربة الإرهاب والجريمة».
(الأخبار)