تتجه الأنظار إلى العاصمة العُمانية مسقط التي تحتضن محادثات أشارت مصادر دبلوماسية إلى تقدّمها باتجاه إطلاق حوارٍ بين القوى اليمنية عمّا قريب، في وقتٍ صدر فيه عن طهران إعلانٌ لافت عن إمكانية التواصل الدبلوماسي مع السعودية، بهدف إنهاء عمليات العدوان. ورغم هذه المعطيات التي تشي بانفراجة قد تكون قريبة، يبدو أن الواقع الميداني سائر باتجاه زيادة الضغط على السعودية، إن من جهة التصعيد في نوعية العمليات الحدودية، أو من جهة توعّد الجيش اليمني مجدداً بهزيمةٍ مؤكدة للعدوان بسبب «رهانه على تنظيم القاعدة».
وأكدت مصادر سياسية في سلطنة عمان يوم أمس أن «دبلوماسييها يتوسطون في محادثات بين الحوثيين ومسؤولين أميركيين في فندق فخم في العاصمة مسقط تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع»، مؤكدةً إحراز تقدم في جهود عقد حوار بين الأطراف المتنازعة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولٍ في صنعاء قوله إن «المحادثات تتقدم باتجاه عقد اتفاقية لإبرام هدنة طويلة وإحياء الحوار السياسي». وفيما ازدادت التوقعات بشأن إمكانية الإعلان قريباً عن «هدنة إنسانية» جديدة، توقع نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، يوم أمس، إعلان موعد جديد لعقد مشاورات جنيف بشأن الأزمة اليمنية، خلال الأيام القليلة المقبلة.
في سياق متصل، أفادت أنباء يوم أمس، بـ«تسليم حركة أنصار الله مواطناً أميركياً وآخر سنغافورياً لسلطنة عمان، فيما لا تزال تحتجز ثلاثة مواطنين أميركيين».
في هذا الوقت، وضمن المساعي إلى إطلاق العملية السياسية، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين عبد اللهيان، أن بلاده تواصل مباحثاتها بصورةٍ مستمرة مع جميع الدول المعنية بالملف اليمني، «ومن ضمنها السعودية التي سنتواصل معها عبر القنوات الدبلوماسية بغية إنهاء عمليات التحالف».
وأكد أن إيران علی تواصل مستمر أيضاً مع المبعوث الدولي إلی اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الذي زار طهران أخيراً. وقال: «أكدنا له دعمنا لجميع المبادرات الأممية بهدف تكريس الحل السياسي واجتماع كل الفرقاء علی طاولة واحدة في اليمن»، وفق ما اوردته وكالة الانباء الايرانية الرسمية «إرنا». وأضاف أن «الوضع الخطير الذي يعاني منه اليمن حالياً هو نشاط المجموعات الإرهابية»، مؤكداً ضرورة القضاء عليها ووضعها ضمن أولويات أي مبادرة لحلّ الأزمة اليمنية.
من جهةٍ أخرى، استدعت العمليات التي شهدتها الحدود أخيراً تعليقاً من قبل الجيش اليمني، الذي أكد المتحدث الرسمي باسمه، غالب لقمان، أن معنويات الجيش والأمن و«اللجان الشعبية» في أعلى مستوياتها. وقال، في تصريح لوكالة «سبأ»، إن «قيادة النظام السعودي التي تقود العدوان على شعبنا تعيش تحت ضغوط نفسية جراء الضربات القوية التي توجهها القوات المسلحة واللجان الشعبية في نجران وجيزان وعسير»، مضيفاً أن الأيام الماضية شهدت انتصارات تحققت في العمق السعودي بضرب مواقعه العسكرية وفرار ضباطه وأفراده. وأكد شرف أن الأسباب الحقيقية وراء ضرب العدوان السعودي لأجهزة الشرطة والأمن والسجون يهدف إلى تسهيل مهمات القتل أمام العناصر الإرهابية التي وجدت فرصة للهرب من السجون ومن أجل تغطية تحركات عناصر «القاعدة» وتسللها الى عدد من المحافظات، مشيراً إلى أنه «رهان خاسر يؤكد أن العدوان يسير نحو الهزيمة المؤكدة ونحو خسارة كل حساباته واهدافه». وربطاً بالحديث عن تعويل العدوان على تنظيم «القاعدة»، أفادت معلومات لـ«الأخبار» يوم أمس، بأن 18 سيارة محملة بالسلاح قادمة من السعودية دخلت اليمن ومتجهه الى محافظة مأرب.
وعلى الحدود، أعلن مصدر يمني أن عدداً من الجنود السعوديين قد قتلوا فيما أسر عشرات آخرون في هجومٍ للجيش اليمني و«اللجان الشعبية» على معسكر العين الحارة في منطقة عسير السعودية. واستهدفت القوات الأمنية اليمنية سيارة عسكرية سعودية مصفّحة كانت تتولى مهمة نقل الضباط والجنود بين النقاط في مواقع المجازة في ظهران الجنوب. وقد تمكنت القوات من إصابة السيارة مباشرة، ما أدّى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى في صفوف المجموعة السّعودية، بالإضافة إلى فرار عدد من الجنود، تاركين أسلحتهم خلفهم.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)