فيما يستكمل طرفا القتال استعداداتهما للجولة المقبلة من معركة حلب، يلقي «الهدوء الحذر» بظلاله على ميدان لا يعترف بمعارك متفرقة ومناوشات على خطوط التماس. مواجهة كبيرة مؤجّلة إلى توقيت قد يكون قريباً جداً ستشهدها عاصمة الشمال. مصدر «جهادي» تابع لـ«جيش الفتح» يؤكد أنّ عملية «استعادة حلب» لم تبدأ بعد، بل هي مؤجّلة نظراً إلى القصف العنيف الذي تشهده الأحياء الشرقية للمدينة، وجنوبها وجنوب غربها. ولفت في حديثه إلى «الأخبار» إلى أن «الساعة الصفر» ستكون في اليومين القادمين، خصوصاً أن «استعدادات الفتح قد أنجزت».
الجيش السوري بدوره واصل تمهيده الناري الكثيف من الجو والبر لمعظم نقاط المسلحين، ليقترب من السيطرة بـ«النار» على معظم مشروع «1070 شقّة»، جنوب غرب حلب، حيث استعاد قبل أيام كتلاً إضافية فيه.
في السياق، أكّد «المرصد» المعارض مقتل 12 مسلحاً بغارات للطائرات الروسية على الممر الواصل بين الكليّات وأحياء حلب الشرقية، عند منطقة الراموسة.
أما في ريف حلب الشمالي، فيستمر مسلسل معارك «داعش – الجيش الحر» في الرقعة الجغرافية ذاتها، حيث سيطرت أمس فصائل «الحر» على أجزاء واسعة من بلدة الراعي. وبحسب مواقع معارضة، فإن المواجهات رافقها قصف مدفعي تركي لمواقع «داعش»، سبقه تسهيل بنقل مسلحي «الحر» من ريف إدلب الشمالي إلى مدينة أعزاز، شمالي حلب، عن طريق الأراضي التركية. ويسعى «الحر»، ومن خلفه أنقرة، إلى فرض السيطرة على الراعي، والبلدات الخاضعة لسيطرة «داعش» شمالي حلب، ومحاولة وصلها بمدينة جرابلس، عند الحدود، خصوصاً أن الأخيرة تمثّل هدفاً لـ«قوات سوريا الديموقراطية»، وهو أمرٌ «ترفضه أنقرة رفضاً قاطعاً»، إذ أوضحت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بحث خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، جون كيري، التطورات الميدانية في سوريا، خصوصاً تلك في محافظة حلب.
وكان جاويش أوغلو قد أوضح، أول من أمس، أن بلاده «تنتظر من الولايات المتحدة الالتزام بوعودها حول انسحاب (قسد) من مدينة منبج ».
وفي السياق، بعد تحريرها منبج، واصلت «قسد» توسيع رقعة سيطرتها في ريف المدينة الجنوبي الشرقي، حيث سيطرت على 3 قرى.
وفي الجبهة الشرقية، أحبطت وحدات الجيش السوري محاولة تسلل لمجموعة من مسلحي «داعش» على محور الجفرة، في وقتٍ تصدّت فيه لهجوم آخر عند محاور البغيلية في الريف الغربي، ودوّار البانوراما جنوب غرب المدينة.
في غضون ذلك، أكّدت وكالة «سانا» سقوط أكثر من 40 مسلحاً في ضربات مكثّفة لسلاحي الجو والمدفعية على تجمعات وخطوط إمداد «أحرار الشام» و«جند الأقصى» و«أجناد الشام»، في تلّي مرعي وسكيك وغربي بلدتي التمانعة وعطشان، في ريف حماة الشمالي.
(الأخبار)