أعلنت القوات الموالية للحكومة الليبية، أمس، أنها تمكنت من السيطرة على كامل الحي الرقم 2 في مدينة سرت، أحد الأحياء الثلاثة التي يتحصن فيها مسلحو تنظيم «داعش»، وذلك في إطار عملية «البنيان المرصوص»، التي أطلقتها الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة قبل ثلاثة أشهر لاستعادة المدينة من التنظيم، بدعم من ضربات جوية أميركية.ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم العملية، رضا عيسى، قوله إن «قواتنا حررت كامل الحي الرقم 2 وهي تتقدم حاليا داخل الحي الرقم 1» الواقع في وسط سرت، الذي من المفترض أنه يمثل مع الحي الرقم 3 الواقع إلى الشرق آخر جيوب «داعش» في المدينة الساحلية. وكان الناطق باسم «البنيان المرصوص»، العميد محمد الغصري، قد قال، منذ يومين، إن سيطرة تنظيم «داعش» في سرت باتت تقتصر عمليا على حي واحد فقط هو الحي الرقم واحد الواقع في وسط سرت، لأن الحيين الباقيين، أي الرقم اثنان الواقع الى الغرب والرقم ثلاثة الواقع إلى الشرق، هما «منطقتا اشتباك».
وبعد ثلاثة أشهر على انطلاق عملية «البنيان المرصوص»، أعلنت القوات الموالية للحكومة، الأسبوع الماضي، السيطرة على مقر قيادة التنظيم. وقد دخلت تلك القوات إلى سرت في 9 حزيران، ونجحت في تطويق «داعش» في وسط المدينة، ثم بدأ الطيران الأميركي في مطلع آب تنفيذ ضرباته على مواقع التنظيم.
في سياق آخر، قال قائد كبير للقوات الموالية لحكومة شرق ليبيا، أول من أمس، إن قواته ستؤمن موانئ وحقولا نفطية رئيسية «لحمايتها»، ما يشير إلى صراع محتمل مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، والتي تأخذ خطوات لاستئناف إنتاج الخام. وهدد رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي الذي يرأسه الفريق خليفة حفتر، عبد الرزاق الناظوري، مجددا باستهداف ناقلات النفط التي ليس لديها تصريح من السلطات الشرقية بالرسو في الموانئ، وذلك في مقابلة مع وكالة «رويترز».
ويسيطر على الموانئ الثلاثة (زويتينة والسدرة وراس لانوف) حرس المنشآت النفطية الذي وقع اتفاقا مع حكومة الوفاق الوطني في نهاية الشهر الماضي لتمكين سلطات طرابلس من استئناف الإنتاج في خطوة كبرى نحو بسط سيطرتها في أنحاء البلاد، لكن كتيبة تابعة للجيش الوطني الليبي دخلت زويتينة، غير أنها لم تصل إلى الميناء النفطي الذي يسيطر عليه حرس المنشآت النفطية.

(الأخبار، أ ف ب)