استأنفت قوات التحالف السعودي حرباً جوية مفتوحة خلال اليومين الماضيين، مع قصف أحياء سكنية ومصانع ومنشآت خدمية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، مسجلةً المزيد من الجرائم ضد المدنيين. وشنّت طائرات «التحالف» أمس أعنف غاراتها على صنعاء وعلى المحافظات الشمالية، منها تعز والحديدة وصعدة وحجة، ما أدى إلى مقتل 14 مواطناً وإصابة آخرين جراء أربع غارات استهدفت مصنع العاقل في حي النهضة السكني وسط صنعاء. وأكدت وزارة الصحة أن من بين الشهداء امرأتين وطفلاً، كذلك استهدفت طائرات «التحالف» بسلسلة غارات الكلية الحربية وبغارتين منطقة النهدين في مديرية السبعين بصواريخ شديدة الانفجار. وشنّت الطائرات أيضاً غارات على حي الصيانة وحديقة «21 سبتمبر» في العاصمة. وبخلاف ما أثارته وسائل إعلامية، فإن العمليات الجوية لطائرات «التحالف» لم تتوقف خلال الفترة الماضية، على الرغم من انخفاض وتيرتها، إذ إنها شكّلت غطاءً جوياً للعمليات البرية، لا سيما شرقي صنعاء، طوال تلك الفترة.
استعاد الجيش و«اللجان» مواقع مهمة في نهم
ومساء أول من أمس، استهدف معسكر الصباحة التابع للقوات الخاصة في العاصمة بغاراتين، إضافة إلى استهداف مختلف معسكرات «الحرس الجمهوري» في صنعاء بعشرات الغارات، تركزت على معسكر الصمع في مديرية أرحب شرقي العاصمة، كما استهدفت منطقة نقيل يسلح جنوبي العاصمة، ونقيل بن غيلان في مديرية نهم، وشنّت خمس غارات على معسكر العرقوب في مديرية خولان، إضافةً إلى استهداف معسكر الفريجة «اللواء 63» في أرحب بغارة.
وكانت طائرات «التحالف» قد دشّنت مرحلة جديدة من سياسة «الأرض المحروقة» في محيط صنعاء بالتزامن مع مواجهات عنيفة تدور في مختلف جبهات نهم التي تتجاوز مساحتها 1650 كلم. وبدأ «التحالف» أول من أمس بتكثيف غاراته على نهم وأرحب في محاولة منه لتخفيف الضغط على القوات الموالية له في نهم وصرواح والجوف، فشن في ظرف ساعات 86 غارة على نهم وأرحب.
ومع احتدام المواجهات بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة والقوات الموالية لـ«التحالف» من جهة أخرى في عدد من جبهات تعز، شنّت الطائرات أكثر من 36 غارة على تعز. واستشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون في غارات شنّتها الطائرات الحربية على أحياء ومنشآت مدنية في منطقة الحوبان شرقي مدينة تعز. وفي محافظة الحديدة، استهدف ميناء ومطار ومعسكر للدفاع الجوي ومبنى الأمن السياسي بسلسلة غارات أدت إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة 21 آخرين جراء تلك الغارات. وجدّدت طائرات «التحالف» أمس غاراتها على المدينة، كذلك استهدفت معسكر العمالقة «اللواء 310» في حرف سفيان في محافظة عمران. وشنّت 11 غارة على مناطق مختلفة في صعدة. وفي مواصلة للقصف الجوي على صعدة، استشهد ستة مواطنين وأصيبت امرأتان بجروح بالغة إثر غارات في مديرية قطابر استهدفت منازل المواطنين مباشرة، وأدت إلى تدمير عدد منها. وسقط ثلاثة شهداء وأصيب 15 آخرون بجراح في قصف فجر أمس استهدف أحياءً سكنية وسط مدينة إب.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية، تميم الشامي، ندّد بالموقف الدولي حيال التصعيد العسكري لـ«التحالف» على اليمن، وارتكابه المجازر في عدد من المحافظات. واعتبر ما يحدث من تصعيد هستيري ردّاً على التطورات في جبهات الحدود وما وراء الحدود مع السعودية، بعد تأكيدات تقدم الجيش اليمني و«اللجان» إلى مناطق ومواقع استراتيجية.
وفي موازاة القصف الجوي على العاصمة صنعاء والمحافظات، تصاعدت المواجهات المسلحة بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة والقوات الموالية للرياض من جهة أخرى في مديرية نهم شرقي صنعاء. ووفق مصدر عسكري، تمكنت قوات الجيش و«اللجان» من استعادة مواقع مهمة من سيطرة القوات الموالية لهادي، مثل جبل القتب وعدد من المواقع المجاورة له في نهم، وأفشلت أكثر من هجوم لتلك القوات.
وبعد التصعيد العسكري، توقفت الحركة الملاحية في مطار صنعاء الدولي بعدما تعرض للتهديد باستهداف وقصف أيّ تحرك للطائرات المدنية من المطار وإليه. وقد اتهمت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد قوات «التحالف» باستهداف المطارات اليمنية أمس، على خلفية قصف مطارَي تعز والحديدة بالطائرات.