استكمل الجيش و«اللجان الشعبية»، أمس، السيطرة على جبل المنظارة الاستراتيجي في مديرية حيفان جنوبي مدينة تعز، بعد مواجهات عنيفة على مدى اليومين الماضيين مع القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي يساندها طيران التحالف السعودي. وكانت قوات الجيش و«اللجان» قد سيطرت، أول من أمس، على قرى ظبي ومدرسة ومستوصف الأعبوس ومنطقة حارات ومحيط جبل المنظارة، إلا أن المواجهات اشتدت مساء الخميس وفجر الجمعة في محيط الجبل وتمكن الجيش و«اللجان» من السيطرة عليه.سقوط الأعبوس في حيفان أثار مخاوف «المقاومة الشعبية» الموالية لـ«التحالف»، فسارعت باتهام القوات الموالية لهادي بتسليم حيفان للجيش و«اللجان الشعبية» لقطع الإمدادات التي تصلها عبر حيفان. وحمّل القيادي في الجماعات المسلحة الموالية لـ«التحالف» عبد الحفيظ العريقي، القائد العسكري الموالي لهادي المسؤولية عن سقوط مناطق عديدة تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية»، مثل منطقة ظبي بالكامل، وهي منطقة جبلية ممتدة وعرة وتقسم مديرية حيفان إلى قسمين، ومن يسيطر عليها يسيطر على حيفان ويتحكم بخطوط الإمداد الآتية من عدن إلى الجبهات الغربية للجماعات المسلحة تماماً. وأوضح العريقي أنّ السيطرة على منطقة ظبي تفتح المجال أمام سقوط مديريات الصلو والشمايتين وتحرك الجيش و«اللجان» باتجاه عدد من المناطق من المحافظات الجنوبية منها الصبيحة.
في هذا الوقت، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، شرف غالب لقمان، إفشال أوسع هجوم لقوات «التحالف» على حرض ــ ميدي، المدعوم بغطاء جوّي من طائرات الأباتشي. وكان طيران «التحالف» قد شن 75 غارة جوية، أمس، أدت إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
وفي داخل مدينة تعز، تتواصل المواجهات المسلحة في جبهات ثعبات وحيّ الدعوة وكلابة شرقي المدينة. وخاض الجيش و«اللجان» والقوات الموالية لهادي مواجهات أول من أمس في محيط معسكر «اللواء 35» في المطار القديم إثر هجوم شنته القوات الموالية لهادي على مواقع تابعة للجيش و«اللجان». واندلعت مواجهات في قرى منطقة الشقب في مدينة تعز.
في هذا الوقت، اغتيل مسؤول محلي في مديرية شرعب السلام، عبده خالد حسن الحيدري برصاص مسلحين مجهولين قيل إنهم من عناصر «أبو العباس» السلفيين الذين يخوضون حرب تصفية مع الجماعات المسلحة الموالية لـ«الإصلاح» (الإخوان) في تعز. وعقب فشل محاولات القوات الموالية لهادي بمساندة برية وجوية في التقدم في منطقىة كهبوب الاستراتيجية الواقعة بالقرب من باب المندب مطلع الأسبوع الجاري، كثّف طيران «التحالف» أمس، غاراته على محيط معسكر العمري غربي مدينة تعز.
وفي سياق التصعيد العسكري في جبهات الشريط الحدودي مع محافظة لحج، تجددت المواجهات العسكرية في محاور جبهات حيفان والمضاربة وكرش جراء محاولات قامت بها القوات الموالية لهادي للتقدم باتجاه مواقع تابعة للجيش و«اللجان الشعبية» بإسناد جوي من قبل طيران «التحالف» الذي شنّ غارات عدة على منطقة الراهدة الواقعة في نطاق محافظة تعز.
وأفاد مصدر محلي بأن الجيش و«اللجان الشعبية» تصدوا لمحاولة تسلل قامت بها القوات الموالية لهادي في جبهة الحويمي القريبة من كرش شمالي لحج.
وفشلت القوات الموالية لهادي في الأيام الماضية في إحراز أي تقدم يذكر على حساب مواقع الجيش و«اللجان الشعبية» في عدد من جبهات الشريط الحدودي بين تعز ولحج. وفي قرية الصراراي في مديرية صبر الموادم المحاصرة منذ منتصف نيسان الماضي من قبل «لواء الصعاليك» و«كتائب أبو العباس» المتطرفتين ومجموعات من مسلحي حزب «الإصلاح» في مدينة تعز، فشلت وساطات محلية في وقف استهداف القرية من قبل تلك المجموعات التي تنصلت من اتفاق أبرمته مع مشايخ وأعيان القرية منتصف الأسبوع الجاري. ووفق مصادر محلية وحقوقية، واصلت المجموعات المتطرفة استهداف القرية بالأسلحة الثقيلة، وشددت حصارها على أبنائها ومنعت منظمات إنسانية محلية من الوصول إليها أو تقديم مساعدات غذائية وطبية. وفي هذا السياق، ازدادت المخاوف من إقدام تلك الجماعات على ارتكاب مجازر تطهير عرقي وطائفي في المنطقة التي يسكنها الآلاف من المنتمين إلى الصوفية في اليمن، وتتهمهم تلك الجماعات بالتعاون مع الجيش و«اللجان الشعبية».