غادر وفد حركة «أنصار الله» و»المؤتمر الشعبي العام» مطار صنعاء الدولي متوجهاً إلى العاصمة الكويتية عبر مطار صلالة في سلطنة عُمان، بغية استئناف الجولة الثانية من المحادثات اليمنية اليمنية، من دون معرفة الوقت الذي ستنطلق فيه هذه الجولة بعد. فمن المؤكد أن الجولة التي كان مقرراً أن تبدأ اليوم، ستؤجّل أياماً عدة وفقاً لمصادر اطلعت على ما نقله المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ إلى وفد صنعاء خلال لقاءاته بهما في العاصمة اليمنية في اليومين الماضيين. وكان الطرف الآخر في الرياض، قد تمسّك برفض العودة في الوقت المحدد إلى الكويت، من دون قطع الأمل نهائياً بانعقاد المحادثات من جديد أو بدفن المسار السياسي تماماً. وقد أكد الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي في وقتٍ سابق لولد الشيخ أن العودة إلى طاولة المشاورات مرفوضة حالياً، ما لم يتعهد الطرف الآخر التقيّد بالمرجعيات وفي مقدمتها تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2216، الذي ينص على انسحاب الميليشيات من المدن اليمنية.
«أنصار الله»: لن نقبل أي حل لا يستند إلى وقف العدوان

ويوم أمس، نقلت «فرانس برس» عن مصدر في الرئاسة اليمنية تأكيده أن «موقف الحكومة هو عدم المشاركة حتى تفي الأمم المتحدة التزاماتها بتنفيذ القرار 2216»، داعياً المنظمة الدولية إلى الإتيان «بضمانات مكتوبة من الطرف الآخر يلتزم فيها محددات المشاورات ومرجعياتها المتفق عليها». وأضاف المصدر أن «الحكومة أجلت بت مشاركتها في المشاورات الى ما بعد اجتماعات القمة العربية» المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
إلا أن ولد الشيخ الذي سيتبع وفد الرياض إلى العاصمة الكويتية اليوم، أكد على لسان المتحدث باسمه أن الجلسات ستستأنف اليوم «كما هو مقرر»، مضيفاً أنه «لم يعلن أي وفد عدم مشاركته حتى الآن».
إذاً، يحلّ الموعد المنتظر لاستئناف المحادثات في ظلّ غموض يلف مصيرها، ومن دون معرفة إذا كان وفد صنعاء سيعود أدراجه خالي الوفاض أم أن وفد الرياض لن يقاطع هذه الجولة. واذا ذهب وفد حكومة هادي واقتصر التأجيل على أيامٍ معدودة، يجدر السؤال عن الجدوى من هذه الجولة بعد المماطلة والتعثر اللذين اتسمت بهما الجولة السابقة. فالمحادثات التي انطلقت في آخر نيسان الماضي، استمرت لـ70 يوماً من دون نتيجةٍ تُذكر، ما عدا اتفاق على الإفراج عن بعض الأسرى القصّر.
وكان ولد الشيخ قد التقى ليل أول من أمس وفد صنعاء، حيث شدد حرص الأمم المتحدة على ضرورة استئناف المشاورات في الموعد المحدد، مؤكداً أن الكويت أيضاً حريصة على ذلك. وتخلل اللقاء نقاشاً مع الوفد في مقترح الأمم المتحدة بخصوص تشكيل حكومة توافق ولجنة عسكرية وأمنية.
وأكد مصدر مطلع لـ»الأخبار» أن ولد الشيخ لم يطرح «خارطة طريق» مكتوبة في ختام الجولة السابقة، وإنما مقترحات شفهية طرحها في الرياض وفي صنعاء، تضمنت تشكيل حكومة توافقية ولجنة عسكرية إلى جانب آليات تطبيق القرار 2216.
من جهته وضع رئيس وفد «أنصارالله» إلى المفاوضات، محمد عبد السلام، إطاراً للجولة المقبلة، اذا عُقدت، إذ أكد أنه «لا واقعية ولا مقبولية أي حل لا يستند إلى توافق حقيقي يؤدي إلى وقف أشكال العدوان كافة، ويرفع الحصار ويزيل القيود الاقتصادية.
وتزامنت تصريحات عبد السلام عبر موقع «تويتر» مع تصعيد عسكري من جانب «التحالف» والقوات الموالية له في عدد من الجبهات خلال اليومين الماضيين، ولا سيما في تعز وشرقي صنعاء.

(الأخبار، أ ف ب)