فتحت مدفعية الجيش السوري نيرانها في ريف حلب الشمالي تمهيداً لتقدم وحدات المشاة على جبهة الملاح ومخيم حندرات. وبحسب مصادر ميدانية، فقد أسهم سلاح المدفعية بكسر دفاعات المسلحين، حيث تمكّنت القوات المتقدمة من توسيع سيطرتها على الجهتين الشمالية والشرقية من مزارع الملاح. واستهدف القصف دشم المجموعات المسلحة، ممهّداً الطريق أمام مجموعات المشاة للتمركز داخل المزارع، بهدف الضغط على خطوط إمداد المسلحين.وجاء تقدم القوات البرية بالتوازي مع غارات عنيفة لسلاح الجو السوري، الذي ضرب أرتال تعزيزات المسلحين القادمة من محاور مدينة حلب، وعندان وحريتان في الريف الشمالي. وأضافت المصادر أن المرحلة الأولى من خطة الجيش نُفّذت بنسبة 80%، وذلك بالسيطرة على قسم كبير من مزارع الملاح، تمهيداً لإنجاز المرحلة الثانية، المتمثلة بالدخول إلى مخيم حندرات، في دلالةٍ على «كشف الجيش خطوط إمداد المسلحين، والإشراف عليها، قبل قطعها نهائياً».
وتشير المصادر إلى أن تكتيكات الجيش تُعَدّ مقدمة لـ«فتح محاور لاحقة، لتشتيت المسلحين، وإطباق الحصار عليهم داخل أحياء حلب». وأدت مواجهات أمس إلى مقتل 30 مسلحاً من «حركة نور الدين زنكي»، إضافة إلى سقوط عدد آخر من مسلحي «جبهة النصرة».
وبالتزامن مع إعلان مسلحي الساحل شنّ هجمات جديدة بمسمّى «عاصفة رجال الساحل» على محاور جبل الأكراد، في ريف اللاذقية الشمالي، بدءاً من كبانة وكنسبا ومحارس القلعة وبرج أبو علي، خرج الشيخ السعودي، القاضي العام لـ«جيش الفتح»، عبد الله المحيسني، في تسجيل صوتي، نفى فيه الشائعات حول مقتله بغارة جويّة، مؤكّداً، في الوقت عينه، تعرّضه لها، في ريف إدلب.
أدت مواجهات حلب إلى مقتل 30 مسلحاً من «حركة نور الدين زنكي»

ونفت المصادر سيطرة المسلحين على برج أبو علي وتلة البيضا، في معركتهم «الجديدة»، في ظل إحباط الإسناد الناري للجيش محاولات الهجوم في المنطقة الجبلية، مؤكّدةً أن «لا تراجع للقوات السورية حتى اللحظة، والتثبيت ما زال في النقاط ذاتها».
أما في دمشق، فقد أعلنت «النصرة»، وحلفاؤها من «كتائب أكناف المقدس» و«لواء ضحى الإسلام» و«جيش الأبابيل»، بدء معركة طرد مسلحي تنظيم «داعش» من مخيم اليرموك جنوبي العاصمة. وشهد شارعا حيفا و15، ومحاور المسبح والتضامن وحارة المغاربة، اشتباكات عنيفة، تمكنت «النصرة» من التقدم في نقاط عدّة.
في غضون ذلك، وقعت مواجهات عنيفة بين مسلحي «قوات سوريا الديموقراطية» ومسلحي «داعش» في منطقة الهبساوي، في ريف الرقة الشمالي. ونقلت مواقع معارضة أن «داعش هاجم منطقة الهبساوي (30 كلم غربي عين عيسى)، تمكن فيها عناصر (قسد) من صد الهجوم، وقتل عددٍ من مسلحي داعش».
أما في الجبهة الجنوبية، فقد أكّد مصدر ميداني مقتل عدد من مسلحين «النصرة»، جرّاء استهدافهم من قبل مدفعية الجيش، خلال قيامهم بعمليات حفر أنفاق وتحصينات في مخيم النازحين، قرب معمل سجاد صيدا وفي مقبرة البحار، في درعا البلد. ولفت المصدر إلى أن قناصي الجيش استهدفوا مسلحين حاولوا التسلل في محيط حي المنشية، ما أدّى إلى مقتل وجرح عدد من مسلحي «النصرة».
وفي ريف القنيطرة الشمالي، سُجّلت اشتباكات متقطعة في تل الحمرية، جنوب بلدة حضر، بين الجيش وقواته الرديفة من جهة، ومسلحي «النصرة» في جباتا الخشب من جهة أخرى، في وقت تشهد فيه منازل المدنيين في مدينة البعث وخان أرنبة استهدافات يومية من مدفعية «النصرة» و«جبهة ثوار سوريا»، في الحميدية والصمدانية الغربية. إلى ذلك، تمكّن الجيش من تثبيت نقاط عدة في محيط بلدة الشعاب، في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء، وذلك لمنع قوافل التهريب التي تمرّ في محيط تلك المنطقة، من البادية السورية والحدود الأردنية والعراقية، من العمل.