بينما تواصل «خلية الإعلام الحربي» نشر بيانات شبه يومية تعلن فيها مزيداً من التقدم الميداني للقوات العراقية المشتركة في «معركة تحرير الفلوجة» والتي تقترب من إكمال شهرها الأول، تتحدث مصادر ميدانية عن ازدياد التحصينات الدفاعية لـ«داعش» داخل مركز المدينة، في وقت يعمد فيه التنظيم إلى فتح جبهات جديدة في مناطق أخرى من الأنبار.وأبدت مصادر كانت تتحدث إلى «الأخبار» خشيتها إزاء خطة لـ«داعش» تقضي بشن هجوم على مقار أمنية وسط مدينة الرمادي، أبرزها مقر قيادة عمليات الأنبار والمناطق القريبة منه، في محاولة لفتح ثغرة أمنية كبيرة من شأنها عرقلة اقتحام الفلوجة بفعل تشتيت الجهد الأمني. وقد عزا «الحشد الشعبي» أسباب تلك الخروقات والهجمات إلى «التجاذبات والخلافات السياسية بين أعضاء حكومة الأنبار المحلية». وقال القيادي في «الحشد الشعبي» في الأنبار، ناظم الجغيفي، لـ«الأخبار»، إن «جهات سياسية في المحافظة لديها فصائل مسلحة تعمل على زعزعة استقرار الأنبار، وإعادة بعض المناطق إلى عناصر داعش للحصول على مكتسبات سياسية».
لا يظهر الأميركيون حماسة للتعجيل في تحرير الفلوجة

في ظل تلك التطورات المتسارعة، كشف مصدر مطلع لـ«الأخبار» أنّه «خلال اجتماع عقد أمس بين قيادات عسكرية عراقية ومستشارين أميركيين بشأن عمليات الفلوجة، حذر الأميركيون من أن مناطق محررة عديدة معرضة لخطر السقوط مجدداً بيد داعش». وفي الوقت نفسه، أوضح المصدر أنّ «الأميركيين لم يُظهروا حماسة للتعجيل في تحرير الفلوجة، أو اقتحام مركزها، خشية أن يحسب ذلك إنجازاً لقوات الحشد الشعبي»، بالرغم من إعلان الحشد رسمياً عدم مشاركته في عملية الاقتحام، فضلاً عن المشاركة الكبيرة للتحالف الدولي في العمليات الجارية.
عموماً، على الرغم من بطء الحركة نتيجة المتفجرات والألغام، فقد واصلت القوات المشتركة التقدم في بعض مناطق الفلوجة، متمكّنة من اقتحام حيّي الرسالة والخضراء، حيث باتت تدور اشتباكات ومعارك عنيفة بين القوات العراقية و«داعش»، وفي حال تمكنت القوات من السيطرة على المنطقتين، فذلك يعني الدخول إلى مركز المدينة. لكن التحصينات التي يقيمها «داعش» داخل الفلوجة قد تقلص مساحة التفاؤل وتفسد الانتصارات التي تحققت خلال الأسابيع الماضية، خصوصاً أنّ مصدراً ميدانياً كشف لـ«الأخبار» أن «القوات تفاجأت بالتحصينات التي بناها التنظيم حول مركز القضاء، وبكثافة المتفجرات والعبوات التي قام بزرعها». وأشار المصدر إلى أن إجراءات «داعش» هي الأولى من نوعها، ولم يقدم عليها حتى في أشرس المعارك التي خاضها في تكريت وبيجي والرمادي، متوقعاً في سياق حديثه وقتاً أطول للمعركة.
شمالاً، كشف مصدر عسكري عن حشد عشرة آلاف مقاتل من الجيش العراقي على مشارف مدينة الشرقاط، آخر معاقل «داعش» في محافظة صلاح الدين. وقال المصدر لـ«الأخبار» إنّ «القوات المحتشدة على أطراف الشرقاط بانتظار الساعة الصفر لاقتحام المدينة، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية لنينوى، التي بدأت بالتزامن مع استمرار عمليات الفلوجة».
على صعيد آخر، جدير بالذكر أنّ حكومة إقليم كردستان اشترطت، أمس، الحصول على إيرادات شهرية بقيمة مليار دولار لزيادة صادرات النفط وبيعه عن طريق بغداد، فيما لم يصدر أي موقف أو رد رسمي من قبل بغداد التي تتهم أربيل باستمرار بالتنصّل من وعودها بشأن تسليم 550 الف برميل بحسب ما تم الاتفاق عليه مسبقاً.
وفي السياق، اتهم النائب عن «التحالف الكردستاني» وعضو اللجنة المالية في مجلس النواب، سرحان أحمد، بغداد بـ«التخبط» في التعامل مع القوانين والتشريعات النافذة، بما فيها الدستور. وقال أحمد لـ«الأخبار» إن «تنصّل بغداد من الالتزام بالقوانين يدفع الإقليم إلى إبرام اتفاقات جديدة».