بات من المعتاد أن يقوم أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية بإطلاق تصريحات مثيرة للجدل، ثم محوها من دون أن يتكفّلوا عناء التراجع عنها. وفي آخر هذه التصريحات ما نشرته وكالة "بترا" الأردنية الرسمية ثم عمدت إلى حذفه، عن أن وليّ وليّ العهد محمد بن سلمان، صرّح بأن بلاده تموّل 20% من حملة المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، الأمر الذي وصفه المغرّد السعودي الشهير "مجتهد" بالـ"تخبيصة" التي ستخلق متاعب لكلينتون في أميركا.ويأتي تصريح بن سلمان، بعد أيام على نشر صحيفة "الوطن" السعودية على موقعها الإلكتروني، تصريحاً لولي العهد محمد بن نايف، ثم حذفه. وقد أشار فيه إلى فشل بلاده في سوريا واليمن. وعلى الرغم من أن الوكالة الأردنية عمدت إلى حذف كلام محمد بن سلمان، إلا أن اللافت كان إمكانية الحصول عليه من خلال الدخول إلى نسخة "الكاش" عبر موقع "غوغل".
بن سلمان: لم تبخل المملكة بالدعم المالي للحملات الانتخابية

وبحسب ما ذكرته "بترا"، فقد أشار بن سلمان إلى دعم بلاده السخي لكل من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة. وقال إن "المملكة لم تبخل طوال السنوات الماضية بالدعم المالي للحملات الانتخابية الخاصة بالحزبين الديموقراطي والجمهوري"، مضيفاً: "جرياً للعادة تتكفل المملكة بدفع 20% من تكلفة الحملة الدعائية لمرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية الجديدة، في حين أن بعض القوى الفاعلة في البلاد لا تثمن هذا الدعم الموجه إلى المرشحة بوصفها امرأة". ومن المتوقع أن يسبّب هذا التصريح مشاكل كثيرة لكلينتون في الولايات المتحدة، ذلك أن القانون الأميركي يجرّم تمويل الحملات الانتخابية من حكومات أجنبية، وهو ما أشار إليه "مجتهد"، قائلاً إن "المغفل (في إشارة إلى بن سلمان) لم يدرك ذلك... لذا حذفت الوكالة التصريح".
وكان وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد قال في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" الأميركية، إن "السعودية لا تتدخل في الانتخابات الأميركية، وتعتبرها شأناً داخلياً". إلا أن موقع "ميدل إيست آي" الذي تطرّق إلى تقرير "بترا"، لفت إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تُتَّهَم فيها هيلاري كلينتون بالاعتماد على أموال السعودية في تمويل حملتها الانتخابية". وأشار، في هذا المجال، إلى أن عضو الحزب الجمهوري راند بول، كان قد اتهمها بـ"أنها تتلقى الدعم المالي من السعودية". وقال إنه "لا يمكن أن تكون صادقة في وعودها بدعم حقوق المرأة، وهي تتلقى الأموال من السعودية التي تعامل المرأة كمواطن من الدرجة الثانية".
ويأتي تقرير "بترا" بالتزامن مع زيارة محمد بن سلمان للولايات المتحدة، وهي الزيارة التي قالت وسائل الإعلام السعودية إن الهدف منها مناقشة الروابط التي تجمع البلدين مع مسؤولين أميركيين، إضافة إلى مناقشة خطط اقتصادية تحاول التقليل من اعتماد الاقتصاد السعودي على البترول.
ومن المتوقع أن يلتقي بن سلمان الرئيس الأميركي باراك أوباما، غداً، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى جانب شخصيات رسمية أخرى. ولكن بحسب "مجتهد"، فإن بن سلمان "فرح جداً بقراره استثمار 13 مليار ريال في (شركة) أوبر (للسيارات)، ولذلك سيكون ضمن برنامجه في أميركا زيارة المبنى الرئيسي للشركة في سان فرنسيسكو". وأشار المغرّد السعودي إلى أنه "يفترض أن يصل إلى مبنى الشركة في 11 رمضان (الجمعة) وقد سبقه إلى هناك عدد هائل من المرافقين يشغلون الآن عشرات الغرف في فندق فيرمونت في سان فرانسيسكو"، مشيراً إلى أنه "وحاشيته الخاصة حجزوا لهم عدداً هائلاً من الغرف في فندق فورسيزنز و50 سيارة كاديلاك 2016، وعدداً كبيراً من سيارات سكاليد ومرسيدس 500".
(الأخبار)