بغداد ــ الأخبار |خرج نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، عن صمته حيال ملف سقوط الموصل بعد عام تقريباً على احتلال تنظيم «داعش» للمدينة، متهماً أطرافاً بلعب أدوار أدت إلى ما آلت إليه الأوضاع.وأوضح المالكي، كما نقلت عنه مصادر إلى «الأخبار»، أن ما حدث في الموصل «كنت أتوقعه عندما انسحب المكونان السني والكردي من الجيش كل لحساباته الخاصة، فسقطت المدينة»، لافتاً إلى أن «نيّة المجاميع (المجموعات) الإرهابية كانت الدخول إلى بغداد، وعندما عجزوا وفشلت خططهم توجهوا إلى الموصل». وشدد على أن «ما حدث في الموصل مؤامرة كاملة دبرت في ليل»، مشيراً إلى أن «السؤال عن سقوط الموصل لا يوجه إليّ، بل يوجه إلى كل من شارك في المؤامرة من خلال جعل قطاعات عسكرية كبيرة تنسحب من مواقعها وثُكَنها».

ونقلت المصادر عن المالكي قوله: «حذرت مراراً من الحالة غير المستقرة للجيش العراقي ومن اللصوصية والخيانة، ووضعت الجميع في مجلسي النواب والوزراء أمام الحقيقة المرعبة، منبهاً إلى أن هذا الجيش ليس بمقدوره أن يدافع عن العراق، ولا قدرة لديه لخوض المعارك الكبرى».
واعتبر رئيس الوزراء السابق أن المطلوب كان التخلص منه شخصياً لتنفيذ مشروع التقسيم الذي وقف ضده، ولكنه عبّر عن اعتقاده بأن «العراق لا يمكن إلا أن يكون موحداً».
وأضاف المالكي: «اتهموني بأني طائفي ومجوسي وديكتاتور، وأني السبب في عدم الاستقرار وبناء المؤسسات وغير ذلك لإخراجي من الحكم، فما الذي تغير بعد أن خرجت؟ أزمات متوالدة... بعض المكونات استأسدت أكثر ووجدت الفرصة مواتية لتسريع عملية الانفصال».
وكشف نائب رئيس الجمهورية أن الجيش تدهورت أوضاعه أكثر، مضيفاً: «دعمت الجيش بكل قواي وذهبت إلى الخارج لشراء الأسلحة»، ومتسائلاً: «أين هو الجيش وأين هي الأسلحة؟».
واستدرك: «لقد انهارت الكثير من الأشياء التي بنيناها لأنه لم تكن لدى بعض المكونات الطائفية والسياسية رغبة في أن ينصهر كل أفراد الجيش ليتحولوا إلى كتلة واحدة».
وفي موقف متقدم، نقلت المصادر عن المالكي قوله: «بكل صراحة البديل هو الحشد الشعبي... إنّ من يستطيع أن يحمي العراق هو الحشد إلى أن نتجاوز الخطر ونعيد بناء مؤسساتنا على أسس وطنية جديدة»، لذا شدد على أن العراقيين يجب «أن يتعلموا الدرس وأن يدعموا الحشد الشعبي، كذلك يجب أن لا يتعرض الحشد لأي انتكاسة معنوية... لا نريد أن تنعكس خلافات السياسيين أزمات بين أقسام الحشد». وقال المالكي: «في عهدي خرجت القوات الأجنبية وها هم عادوا بطريقة أخرى ودخلنا في شرنقة جديدة من المشكلات».
وحول الاتهامات بأن «الشيعة استفردوا في الحكم بعد سقوط صدام حسين»، نفى المالكي ذلك، موضحاً أنه «بعد سقوط صدام غاية ما أردناه أن يكون الحكم وطنياً متصالحاً مع مبادئ الإسلام».
وقال: «طوال وجودي في رئاسة الوزراء كنت أشدد على وحدة العراقيين وأننا على سفينة واحدة ولكن لم أجد إلا المعارضة... المال والمناصب أفسدت الكثير من الرجال وأنا تعرضت لمكائد كثيرة، وخلال معركة صولة الفرسان (2008) كنت أنا في الجنوب أعمل على تهدئة الأوضاع وكان في مكان آخر من يخطط لإقالتي»، متابعاً: «أحدهم قال عندما طلب منه أن يشترك في مؤامرة الانقلاب السياسي: لا يجوز أن نشكل حكومة من وراء ظهره (لا أقل أن يموت وبعدها نشكل الحكومة)، وقال آخر: أليس من المعيب أننا نجلس هنا وهو في الميدان يدافع عنا ونريد أن نشكل حكومة بمعزل عنه؟».