بعد فشل جولة المحادثات التي ولدت من رحم «هدنة» موسكو ــ واشنطن، يدلّ الزخم العسكري على أن طرق الجولة المقبلة سترسم في الميدان. موسكو أعلنت أنها أعطت وقتاً كافياً لـ«المعتدلين» لعزل نفسهم عن «الإرهابيين»، قبل أن تعود بدعم جوي أوسع للجيش السوري وحلفائه على الأرض. توسيع الدعم العسكري على الجبهات سيكون حاضراً في اجتماع وزراء الدفاع الإيراني والروسي والسوري، اليوم في طهران، الذي دعا إليه وزير الدفاع حسين دهقان، لبحث «التطورات الجارية في المنطقة وسبل تعزيز وتوسيع عملية مكافحة الإرهاب». وبالتوازي مع هذا الاجتماع، أكّدت الولايات المتحدة وبريطانيا «قدرة» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إحداث تغيير في الوضع السوري. ودعت واشنطن موسكو إلى ممارسة الضغط على دمشق للحفاظ على الهدنة وضمان الانتقال السياسي. وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إلى أن «تصميم الأسد على التشبث بالسلطة لن يؤدي إلا إلى الفوضى»، معرباً عن اعتقاده بأن «الرئيس الروسي لديه القدرة على تغيير الوضع». بدوره، رأى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» أن «الشخص الوحيد في العالم الذي بإمكانه تغيير مستقبل سوريا عبر مكالمة هاتفية»، هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن «العالم ينتظر من الروس استخدام قوتهم وتأثيرهم تجاه نظام الأسد من أجل استمرار عملية الانتقال السياسي سوريا». وقال هاموند إن «المعارضة المعتدلة والمجموعة الدولية لدعم سوريا ستفقدان الثقة بالمجتمع الدولي إذا لم يحدث شيء خلال هذا الصيف»، مضيفاً أن بلاده «مع رحيل الأسد ولكن لا بد أن تكون هناك مفاوضات، فليس من البساطة أن يرحل غداً».وفي سياق آخر، أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، عن قناعة بلاده بأن القوات الحكومية السورية «ما زالت توجه ضربات إلى المعارضة المسلحة تحت ستار محاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيتين». ورأى أن دخول تلك القوات إلى مدينة الرقة سيعدّ «أفضل بالمقارنة مع داعش، ولكن ليس بقدر كبير». وبالتوازي، أعلنت الولايات المتحدة انضمام حاملة الطائرات «دوايت إيزنهاور» إلى المناوبة القتالية ضد «داعش» في البحر المتوسط. ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم القيادة الأوروبية للقوات المسلحة الأميركية، داني إرنانديز، قوله إن تمديد مدة المناوبة القتالية لحاملة الطائرات «هاري ترومان» وانضمام «دوايت أيزنهاور» إليها، سيتيحان مواصلة الجهود الهادفة إلى تدمير «داعش»، فضلاً عن تحقيقهما «مكاسب عملياتية أخرى».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن واشنطن قدّمت لأنقرة ضمانات بعدم بقاء عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، غرب نهر الفرات، عقب انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش». وقال جاويش أوغلو، في تصريحات للتلفزيون التركي، إنه إذا كان عناصر «الوحدات» يريدون تقديم دعم لوجستي شرق نهر الفرات فهذا شأن آخر، مشدّداً على أن بلاده «لا تود رؤية أي عنصر منهم غربه (الفرات)، ولا سيما بعد انتهاء العمليات». وجدد رفض بلاده الدعم الأميركي لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي وجناحه المسلّح.