أعلن نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، أمس، الانتهاء من محاصرة مدينة الفلوجة بالكامل، مؤكداً أن مهمة تحرير مركزها أوكلت للقوات العراقية. وشدد على أنه ليس بمقدور أحد أن يمنع قوات «الحشد الشعبي» من الذهاب إلى الموصل أو الحويجة، متعهداً ملاحقة «داعش» حتى خارج العراق.وقال المهندس، في مؤتمر صحافي عقده على مشارف الفلوجة، إن التقدم نحو المدينة جرى بمرحلتين، الأولى تضمنت تحرير الكرمة والبوشجل والسيطرة على جسر البوشجل. وأشار إلى «افتتاح غرفتي عمليات عسكرية، خلال عمليات الفلوجة، من المحورين الشمالي والجنوبي، حيث تمكنت القوات من تحرير ناحية الكرمة والسيطرة على جسر السجر، فيما كانت الصفحة الثانية هي تحرير ناحية الصقلاوية في الجهة الغربية للثرثار»، مضيفاً أن «عمليات بغداد وشرطة الأنبار مسؤولة عن مسك الأرض في الكرمة والصقلاوية». ولفت إلى أنه «لم يتبقَّ أمامنا من تحرير الفلوجة إلا مركز المدينة»، موضحاً أن «هذه المهمة أوكلت إلى القوات العراقية وألويتها ونحن كحشد حققنا كامل أهدافنا يوم أمس». لكنه أكد أننا «سنبقى داعمين ومساندين للقوات الموجودة داخل مدينة الفلوجة».
كذلك، صرح نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» بأنه جرى تحرير 37 قرية ضمن عمليات الفلوجة. وقال «كنّا نمسك بخط دفاعي يصل إلى حدود 90 كم، اليوم تقلّص ونحيط بمدينة الفلوجة من كل الجهات، وانتهى ترابطها بكل المحافظات وأصبحت محاصرة، عدا جهتها المحاذية ب‍نهر الفرات التي من المحتمل أن يتسللوا منها عبر السباحة وسيجري تحرير ضفة الفرات خلال الأيام المقبلة».
أعرب الصدر عن حزنه لعزوف بعض أتباعه عن التظاهر

وعن الحملة الإعلامية التي طاولت قوات «الحشد الشعبي»، قال إن «هناك جهات مغرضة سعت إلى صبغ العمليات العسكرية بطابع طائفي»، ذاكراً «الوجود السعودي الكبير في العراق، وأن نسبة 50 في المئة من الانتحاريين في العراق من السعودية». كما أشار إلى أن «نسبة الأجانب الموجودين في الفلوجة من الدواعش تصل إلى 10 في المئة من السعوديين والأفغان».
من جهته، أعلن الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري عن أن قوات «الحشد الشعبي» ستقتحم مدينة الفلوجة بعد التأكد من خلوّها من المدنيين. وفيما أشار إلى أن قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الأنبار والعشائر سيشاركون «الحشد» في هذه المعركة، فقد عبّر عن رأيه بأنه من دون اشتراك «الحشد» لن يستطيع أحد تحرير الفلوجة.
وتواصل القوات العراقية تقدمها، في إطار عمليات تحرير الفلوجة من الجهة الجنوبية للمدينة. وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة والجيش بدأت بالتقدم نحو منطقتي الشهداء وجبيل جنوبي الفلوجة»، موضحاً أن «القوات الأمنية أوشكت على إنهاء دفاعات داعش في المنطقتين». يأتي ذلك فيما أعلن وزير الدفاع خالد العبيدي عن تحرير ناحية الصقلاوية من سيطرة تنظيم «داعش» بالكامل.
في غضون ذلك، أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى عن وصول اللواء المدرع التابع للفرقة التاسعة إلى محاور القتال، ضمن قواطع عمليات تحرير نينوى. وقال مصدر في قيادة العمليات إن تشكيلات اللواء المدرع 37 ضمن تشكيلات الفرقة التاسعة المدرعة، وصلت إلى قيادة عمليات تحرير نينوى في مخمور.
سياسياً، أعرب زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، عن حزنه «العميق والكبير لعزوف» بعض أتباعه عن الاستمرار في التظاهر، وأكد انتظاره «للثورة الشعبية الكبرى ضد دواعش الإرهاب والفساد في الحكومة الحالية». وقال الصدر، رداً على سؤال من أحد اتباعه، بشأن الوضع في العراق وإنقاذ البلد إن «الوضع في العراق لا يبشر بخير، وخصوصاً مع عزوف البعض حتى ممن ينتمي لنا عن الاستمرار بالتظاهر مما زاد من حزني العميق والكبير على العراق الجريح».
وأضاف أنه «ينتظر الثورة الشعبية الكبرى السلمية ضد الدواعش الإرهابيين وضد دواعش الفساد في الحكومة الحالية»، مؤكداً أن «الأمل يبقى في خيار الشعب فالشعب لا بدّ يوماً أن ينتفض».
(الأخبار)