بعد توقف دام لأكثر من شهر، عقد مجلس النواب العراقي، أمس، جلسة وصفها رئيس البرلمان سليم الجبوري بالـ"تضامنية" مع القوات الأمنية التي تقود عمليات لتحرير مدينة الفلوجة. ويأتي انعقاد هذه الجلسة إثر عودة النواب الأكراد الذين كانوا قد انسحبوا من البرلمان إثر اقتحام "المنطقة الخضراء" من قبل المتظاهرين، في نهاية الشهر الماضي.وقد حضر الجلسة رئيس الحكومة حيدر العبادي، وأعلن أن "عمليات تحرير الفلوجة ستدخل في مرحلتها الثالثة، خلال 48 ساعة"، مضيفاً أن "على أهالي المدينة إما الخروج عبر الممرات الآمنة أو البقاء في منازلهم، إلى حين الانتهاء من عملية التحرير". وأكد العبادي أن الطريق البري بين بغداد وعمان سيتم افتتاحه قريباً.
العبادي تطرّق، أيضاً، إلى المشاكل السياسية بين الكتل، داعياً إلى تناسيها وإلى تكاتف الجميع خلف القوات العراقية. وأشار إلى أنه "خلال أيام، سيتم فتح باب الترشيح للهيئات المستقلة ووكلاء الوزراء"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "تعطيل البرلمان من البعض يعدّ تعطيلاً لعملية الإصلاح".
أبدى رؤساء الكتل الكردستانية دعمهم مشروع حيدر العبادي الإصلاحي

وقبل الجلسة البرلمانية، التقى العبادي رؤساء الكتل الكردستانية في مجلس النواب العراقي. وذكر بيان صادر عن مكتبه أنه "تم خلال اللقاء بحث الوضع السياسي والانتصارات المتحققة على عصابات داعش في قاطع الفلوجة وباقي القواطع، والتحديات التي تواجه البلد، وبالأخص في المجال المالي والاقتصادي ودعم الإصلاحات الحكومية". وأضاف البيان أن "رؤساء الكتل الكردستانية أبدوا دعمهم للمشروع الإصلاحي لرئيس مجلس الوزراء والمضي به، وأن تتوحد جهود الجميع في الحرب ضد الإرهاب".
من جهته، قال الجبوري، في كلمة له خلال افتتاح الجلسة: "لدينا أبطال شجعان من أبناء الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب والمتطوعين من أبناء الحشد الشعبي والعشائري، وهم يواجهون عدواً مجرماً، ونحن نبارك لهم جهدهم وجهادهم وتضحياتهم". وأضاف أن "الواجب الوطني ينتدب المؤسسة التشريعية وقادة البلاد للاضطلاع بدورهم التاريخي، في إسناد مقاتلينا ودعمهم في عمليات تحرير الفلوجة".
وقد شهدت الجلسة، التي حضرها 167 نائباً، التصويت على تمديد الفصل التشريعي الحالي لمدة شهر، قبل أن يجري تأجيلها إلى اليوم. وكان من المقرّر أن يبدأ البرلمان العراقي، منتصف الشهر الحالي، عطلة فصله التشريعي التي تستمر لشهرين، لكنّ النظام الداخلي للبرلمان، أتاح إلغاء العطلة أو تأجيلها إذا كان في ذلك مصلحة للبلد.
في غضون ذلك، وفيما ينصبّ الاهتمام السياسي والعسكري على معارك الفلوجة، كان لافتاً الموقف الذي أعلنه، أول من أمس، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، الذي أكد أن "العراق ليس بحاجة إلى تدخل الآخرين ببركة وجود آية الله السيستاني". وفي كلمة ألقاها أمام النواب الجدد في مجلس الشورى، قال سليماني: "يمر اليوم عامان على وجود تنظيم داعش في العراق، ولا تزال مدينة الموصل تحت سيطرة هذا التنظيم". وبينما أشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية في إيران قامت بدور مهم في التصدي لداعش في العراق"، أضاف أن "وصف الحشد الشعبي بالحشد الإيراني، هو اتهام لا أساس له من الصحة".
وفي ما يتعلق بالتقدم الميداني، أكد نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، أن قوات "الحشد جاءت إلى الفلوجة بهدف تحرير أهلها من ظلم داعش"، فيما أشار إلى أن تلك القوات نفذت "الجزء الأصعب" من المهمة.
ونقل الموقع الرسمي لـ"الحشد الشعبي" عن المهندس قوله، خلال لقاء جمعه مع عدد من شيوخ ووجهاء عشائر الفلوجة، إن "المرحلة الثانية ستنهي تحرير الصقلاوية"، مشيراً إلى أنه "تم إحكام السيطرة على الفلوجة". وقال "تمكنّا من تشتيت العدو الذي لم يتبقَّ من عناصره سوى ألف عنصر"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه "لا يمكن أن ندخل بصورة قتال مباشر حفاظاً على أرواح الأبرياء".
إلى ذلك، أفاد مصدر عسكري في قيادة الفرقة السابعة في الجيش في الأنبار، بأن القوات الأمنية صدّت هجوماً لـ"داعش" على مدينة هيت (10 كلم غرب الرمادي).
(الأخبار)