بعد خسارتها جميع رهاناتها على العدوان الذي يدخل اليوم شهره الثاني، تحاول السعودية تطبيق «الخطط البديلة» لجني بعض المكاسب قبل أن توقف إراقة الدماء في اليمن، وتذهب إلى عمليةٍ سياسية كان من المفترض أن يطلقها «مؤتمر جنيف»، وفيما تشتعل الحدود اليمنية السعودية مع تكثيف الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» والقبائل عملياتهم ضد مواقع عسكرية سعودية، أفادت مصادر خاصة بشروع السعودية في إنشاء «نواة جيش» في منطقة العبر في محافظة حضرموت، يقع مقر قيادته في منطقة شرورة السعودية، أما المعسكر ففي منطقة العبر داخل الأراضي اليمنية، ويقوده اللواء محمد علي المقدشي، وذلك في تنفيذٍ لأحد مقررات «إعلان الرياض»، الذي نصّ على إنشاء جيش يمني جديد.
ووجه المقدشي نداءً إلى «أبناء القوات المسلحة» يوم أمس، أعلن فيه أنه «بصدد تجهيز جيش وطني يشمل جميع أبناء الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه... جيش لن يستثني أحدا من أبناء الشعب اليمني، سيكون ولاؤه لله والوطن لا للاسرة ولا للفرد». وأضاف المقدشي عبر موقع «فايسبوك»: «كونوا على أتم الاستعداد حتى حينه والتحقوا بالجيش فيما يجري الاعلان عن ذلك عبر الوسائل الرسمية».
«أنصار الله»: نأمل أن ندخل بعد جنيف في حوار يمني ـ يمني

ولا تزال المعلومات عن قوام هذا الجيش وعديده وآليات عماه متضاربة. وبرغم تأكيد المقدشي أنه «جيش يمني»، أفادت معلومات بأن جنسيات عناصره ستكون، إلى جانب اليمنية، سنغالية ونيجيرية. في المقابل، تقدم الجيش و»اللجان الشعبية» في اليومين الماضيين في مناطق «مثلث الصعيد» (بلحاف، حضرموت، شبوة) حيث استطاعا تطهيرها من عناصر تنظيم «القاعدة»، الذين قتل العديد منهم وجرى اعتقال الآخرين، ما أدى إلى فرار محافظ شبوة السابق، أحمد علي باحاج، الذي لقي مصرعه مع 5 من مرافقيه على أيدي قبائل البدو الساكنين في منطقة العبر، وهو في طريقه الى منفذ الوديعة الحدودي بين حضرموت والسعودية. يُذكر أن باحاج الذي شيع في محافظة شرورة السعودية أمس، كان معروفاً بقيادته مجموعات من التكفيريين في تلك المنطقة، بحسب مصادر محلية.
وكانت السعودية قد رفعت يوم أمس، حالة التأهب القصوى على شريطها الحدودي الجنوبي، بعد استهداف الجيش و»اللجان» والقبائل منطقة جيزان الحدودية بقذائف الهاون والكاتيوشا، بالتزامن مع تبادل القوات السعودية والمقاتلين اليمنيين إطلاق نيران المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى تدمير جزء من معبر حرض الرئيسي بين البلدين، في انعكاس واضح لتصعيد نوعية العمليات العسكرية على الحدود.
ومع اقتراب الموعد المقرر للمفاوضات السياسية، جددت حكومة هادي التعبير عن ترددها إزاء حضور المحادثات. وجدد المتحدث باسم الحكومة المستقيلة، راجح بادي، من الرياض شرط التزام من سماهم «الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح» قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بسحب قواتهم من المدن اليمنية الرئيسية، بالدرجة الاولى.
وكان هادي قد طالب الامم المتحدة، بضرورة بذل المزيد من الجهود لتنفيذ قرار مجلس الامن الداعي إلى انسجاب الجيش و»اللجان الشعبية» من المؤسسات العامة، باعتباره «المرجعية الرئيسية الناظمة لعملية الانتقال السلمي باليمن». وخلال لقائه المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، يوم أمس، أشار هادي إلى أن «مؤتمر الرياض» مثّل نقطة تحول للمسار السياسي اليمني.
في هذا الوقت، وفي إطار المحادثات السياسية والدبلوماسية المتواصلة منذ بدء العدوان، وصل وفد من مسؤولي حركة «أنصار الله» أمس، إلى سلطنة عمان لبحث تطورات الصراع مع الحكومة العمانية. وعبّر المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، في حديثٍ إلى قناة «المسيرة» التلفزيونية، عن أمله في أن يكون هناك توافق على وقف العدوان، وخصوصاً قبل مؤتمر جنيف ثم الدخول في حوار يمني ـ يمني يصل باليمنيين إلى بناء الدولة، فضلاً عن تثبيت الأمن والاستقرار».
من جهة أخرى، أعلن قائد القوات البحرية في الجيش الايراني، الادميرال حبيب الله سياري، أن الاسطول الـ34 موجود حالياً علی مقربة من خليج عدن ومضيق باب المندب ويسيّر دوريات هناك». وأوضح سياري ان «الهدف من ابحار هذه القطع البحرية هو ضمان الامن الاقليمي والملاحة البحرية ومرافقة السفن»، في وقت أفرغت فيه سفينة المساعدات الإيرانية حمولتها في جيبوتي على أن تُنقل إلى اليمن في إطار برنامج المساعدات الدولية.
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت حركة «أنصار الله»، أمس، تطهير وتأمين آخر «أوكار عناصر القاعدة» في منطقتي الحمراء والمجحفة بمحافظة لحج (جنوب البلاد). وأوضحت الجماعة في أخبار عاجلة على قناة «المسيرة»، أن المنطقتين تعدان آخر معقل لعناصر القاعدة في محافظة لحج. وقالت الجماعة إن «أبناء القبائل في المنطقتين بدأوا مواجهة مع تلك العناصر لطردهم من بلادهم، ثم تدخل الجيش واللجان الشعبية لمساندتهم». وللمرة الأولى منذ بدء العدوان، قصفت طائرات التحالف محافظة ريمة غربي اليمن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وشن التحالف غارات جوية مكثفة على معسكر قوات الامن الخاصة في محافظة الضالع، فيما تجددت غاراته على محافظات عمران وصنعاء والحديدة.