لم يكد تنظيم « داعش» الإرهابي يسيطر على مدينة تدمر التاريخية، حتى بدأ بتنفيذ ممارساته المعهودة بالقتل والإرهاب بتصفية أكثر من 400 مدني من عائلات المدينة بتهمة «موالاة النظام»، فيما استبدل «المجتمع الدولي» والمنظمات الإنسانية الضغط على الحكومات الداعمة للإرهابيين، بالتعبير عن القلق!وشارك الأزهر أيضاً في حملة النداءات التحذيرية، معتبراً «الدفاع عن المناطق الأثرية في مدينة تدمر السورية معركة الإنسانية بأكملها».

وحذّر الأزهر في بيان من أن «يلحق بالمدينة ما سبق أن ارتكبه داعش في مدينة الموصل العراقية»، داعياً «المجتمع الدولي الى التدخل للحيلولة دون أن يقوم داعش بطمس المعالم الحضارية والأثرية للمدينة». وشدّد على أنّ «تدمير التراث الإنساني والحضاري أمر محرّم شرعاً»، وكذلك «التعامل بالتهريب، والبيع، والشراء في الآثار المنهوبة».
وكما جرت العادة، فليس من مقاتل في معركة الإنسانية هذه سوى الجيش السوري والقوى الرديفة له، الذي تقف قواته على بعد كيلومترات عدة، غربي المدينة، بانتظار بدء معركة استعادة السيطرة على المدينة، بعيداً عن النداءات السياسية التي لا طائل منها.

تمكن الإرهابيون من كشف مخابئ لجنود كان أهالي المدينة قد أخفوهم عن عيونهم



الجيش رصد تحركات جديدة لمسلحي داعش غربي مدينة تدمر، هدفت إلى ضرب قواته القريبة. وأكد مصدر ميداني أن «مسلحي التنظيم الإرهابي حاولوا التقدم إلى مواقع يرصدها عناصر الجيش، أبرزها مدرسة السواقة ومنطقة المثلث الواقعتين قرب مدخل المدينة الغربي». المصدر أكد لـ «الأخبار» أن مرور المزيد من الوقت من دون أي تقدم باتجاه المدينة، يجعل عملية استعادتها أكبر كلفة، ولا سيما في ظل معارك عنيفة يخوضها الجيش ضد مسلحي التنظيم، في منطقة الصوانة على طريق تدمر ــ دمشق، بهدف منعهم من السيطرة على مناجم الفوسفات في المنطقة. غير أن المصدر أكد أن «الهدف الأول للجيش هو صد محاولات تمدد عناصر التنظيم، نحو الجهة الغربية، لتحقيق مكاسب ميدانية إضافية».
التنظيم الإرهابي الذي سيطر على تدمر منذ أيام لم يأبه بالنداءات، بل مارس سيطرته على المدينة، بشكل كامل، إذ وصلت سيارات محملة بالمواد الغذائية، آتية من مدينة الرقة، إلى عناصره المقاتلين وعملائهم في المدينة، فيما تواصل تنفيذ عناصر التنظيم مجازر مروعة بحق أهالي تدمر. عناصر التنظيم الإرهابي صفّوا حساباتهم مع الموظفين الحكوميين والمواطنين الذين اتهموهم بموالاة النظام السوري، من خلال ذبح 400 مدني في شوارع المدينة. وبين الضحايا ممرضات من المشفى الوطني، وأطفال وجنود في الجيش. وبحسب مصادر من المدينة، فإن عناصر التنظيم تمكنوا من كشف مخابئ جنود في الجيش السوري، كان أهالي المدينة قد أخفوهم عن أعين التنظيم وعملائه، فما كان من إرهابيي «داعش» إلا ذبح الجنود مع الأهالي المشتركين في عملية إخفائهم. وترى المصادر أن عدد الشهداء المذبوحين في تزايد، وذلك في ظل استمرار مسلحي « داعش» في البحث عن «مطلوبين» من أهالي المدينة، بهدف تنفيذ «الأحكام الشرعية» فيهم، بحكم «موالاة النظام».