أعلنت مصادر أمنية ورسمية، أمس، سيطرة تنظيم «داعش» على منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريا، بعد ثلاثة أيام من سيطرته على منفذ التنف في الجانب السوري، إثر انسحاب القوات الحكومية من الموقع. ويطرح سقوط آخر المنافذ بين البلدين أسئلة حول التنسيق المشترك، في الوقت الذي يبدو فيه أن القوات العراقية تخوض معارك واسعة في محافظة الأنبار.وأكد ضابط عراقي أن تنظيم «داعش» بات يسيطر على المنفذين الحدوديين، القائم والوليد، اللذين يربطان العراق بسوريا عبر محافظة الانبار. ويقع منفذ الوليد في قضاء الرطبة (380 كلم غرب بغداد)، فيما يقع منفذ القائم على بعد (340 كلم غرب بغداد).

وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة الانبار لوكالة «فرانس برس» إن «مسلحي داعش سيطروا بالكامل على منفذ الوليد الحدودي». وأضاف أنّ المسلحين «سيطروا في ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس) على المنفذ، إثر انسحاب قوات الجيش وحرس الحدود».
وأكدت سعاد جاسم، وهي رئيسة لجنة المنافذ الحدودية في محافظة الانبار، «سيطرة التنظيم على منفذ الوليد اثر انسحاب القوات الامنية».
من جهة أخرى، قال مروان الحديثي، وهو أحد افراد قوات حراس الحدود الذين انسحبوا الى معبر طريبيل الاردني صباح أمس، «لقد هاجمنا تنظيم داعش بسيارتين مفخختين من الجانب السوري، لكن لم تقع خسائر في صفوفنا». وأضاف «قمنا بإطلاق النار من سلاح ثقيل على السيارات المفخخة لكن دون جدوى، لأن المفخخات كانت مصفحة بكميات كبيرة من الفولاذ». وعن مبررات الانسحاب من المنفذ قال «نحن نعرف أسلوب داعش، عند الهجوم يبدأ بمفخخات وبعدها يقتحم. نحن كنا جاهزين للانسحاب بعدما فشلت المناشدات لغرض التعزيزات، فعرفنا أننا سوف نكون ضحية مثل بقايا الضحايا».
وتابع «كنا قد حسبنا هذا الحساب وقررنا البقاء إذا وصلتنا تعزيزات، وإذا لم تصلنا ننسحب. لذلك، قبل الهجوم كنا قد جهّزنا كل شيء، لأننا نعرف أن الحكومة لن ترسل الينا بتعزيزات». وأشار إلى أن «هجمات كانت تحصل في السابق وكنا نتصدى لها، لكن عندما انسحب السوريون من منفذهم، وسيطر داعش، أصبحنا محاصرين من جهة سوريا والعراق، لكن الشريط الاردني العراقي مؤمن من قبل الطائرات الأردنية».
في هذا الوقت، استعادت القوات العراقية السيطرة، خلال اليومين الماضيين، على مناطق في محافظة الأنبار، متقدمة صوب مدينة الرمادي، بعد نحو أسبوع من سقوطها في أيدي «داعش».
وقالت مصادر إنّ القوات العراقية استعادت السيطرة على بلدة الحصيبة الشرقية على بعد نحو عشرة كيلومترات شرق الرمادي، بمساعدة قوات «الحشد الشعبي».
بالتوازي، تمكنت قوات الجيش و»الحشد الشعبي» من صدّ هجوم عنيف لتنظيم داعش بخمس سيارات مفخخة، استهدف ناحية البغدادي وقاعدة عين الأسد غرب الرمادي التي يوجد فيها مستشارون أميركيون، بحسب ما أبلغ مصدر أمني «الأخبار».
وفي مدينة تكريت، رفع محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، وقائد «كتائب حزب الله» أبو مهدي المهندس، العلم العراقي فوق ناحية الحجاج (جنوب بيجي) «بعد تحريرها بالكامل من سيطرة تنظيم داعش».
وتستمر المعارك حول مصفاة بيجي للسيطرة عليها، لكن كان لافتاً ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» عن مشاركة إيرانية في العملية، عبر عدد صغير من القوات والمدفعية وأسلحة ثقيلة. وقد نقلت الوكالة الأميركية عن مسؤولين أميركيين اثنين قولهما إنّ القوات الإيرانية تؤدي دوراً هجومياً، مستعينة بـ»الميليشيات الشيعية».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)