يبدو الميدان السوري على موعد جديد مع تسخين الجبهات، فبعد التقدم الكبير للجيش السوري في غوطة دمشق الشرقية والتحضيرات الأميركية لإعلان معركة الرقة، هددت فصائل «الجيش الحر» بالانسحاب من «الهدنة»، وبأنها «ستردُّ في جميع الجبهات». هذه الأجواء ترافقت مع التلويح الروسي باستهدف الفصائل التي تخرق الهدنة، ضاربة بعد غد الأربعاء موعداً لذلك.
إذاً، «الحر» المشارك في «المسار السياسي» واصل تأكيد ترابطه مع جميع الفصائل العاملة على الارض، كـ«جبهة النصرة» الحاضرة في ريف دمشق.

وأعلن 40 فصيلاً تابعاً لـ«الجيش الحر» رفضهم الالتزام باتفاق وقف العمليات القتالية «الهشّ»، ما لم يوقف الجيش السوري هجماته «الكبيرة» على مواقعهم في أرياف دمشق في الساعات الـ48 المقبلة. وقال البيان إن «الهدنة ستعتبر بحكم المنهارة تماماً»، في حال واصل الجيش عملياته، مشيراً إلى أن «الفصائل ستردُّ بكل الوسائل المشروعة للدفاع عن أهلها في جميع الجبهات».


ولفت البيان إلى أن استمرار الهجمات من قبل الجيش على مناطق سيطرتهم في محيط دمشق وحلب وفي إدلب «سيضع العملية السياسية كلها في مهب الريح»، معتبراً أن «العملية السياسية العقيمة تعطي غطاءً شرعياً لاستمرار ارتكاب المجازر من قبل نظام الأسد المجرم وحلفائه»، وهو ما سيجبر الفصائل على الانسحاب منها. وما إن صدر البيان، حتى أعلن «الائتلاف»، المعارض دعمه لقرار «الحر»، مشدّداً على مشاركته موقفها ودعمه الكامل لمطالبها، ومساندته دون تحفظ.

في موازاة ذلك، زار قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزف فوتيل، الشمال السوري، مطّلعاً على تحضيرات فصائل «أميركا»، قبيل الدخول في معركة «تحرير الرقة».

فوتيل: تدريب

القوات المحلية لقتال «داعش» هو الخيار الصائب


القائد الأميركي التقى عدداً من قادة «قوات سوريا الديموقراطية» إضافةً إلى مسؤولين محليين، وقوات أميركية خاصّة منتشرة في سوريا. وكان الجنرال قد وصل، في زيارته السرية لسوريا، أوّل من أمس، ومكث 11 ساعة، اطّلع فيها على سير عملية إنشاء تحالف يضم فصائل مسلحة عربية وكردية، بدعم أميركي، هدفه محاربة تنظيم «داعش». وقال فوتيل بعد إنهاء زيارته إن «تدريب القوات المحلية لقتال داعش هو الخيار الصائب»، مضيفاً «لقد غادرت وأنا على ثقة عالية بإمكانياتهم وقدرتهم على دعمنا». بدوره، غرّد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في «التحالف»، بريت ماكغورك، قائلاً «إن زيارة فوتيل جاءت تحضيراً لهجوم الرقة»، وهو ما أوردته محطة «سي. أن. أن.»، الأميركية، التي رافقت الجنرال الأميركي في رحلته، في تقريرها، لافتةً إلى أن «الهدف النهائي على الأرض السورية يتمثل في حشد آلاف من المقاتلين العرب لاستعادة الرقة من أيدي التنظيم».

وفي السياق، أفادت تنسيقيات المسلحين بأن مسلحي «داعش» فخّخوا منازل بلدتي تل الصوّان، والغازلي، في ريف الرقة الشمالي، تحسّباً لأي هجومٍ محتمل، في حين هاجم عددٌ من «انغماسيي» التنظيم مواقع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، وأخرى لـ«السوتورو»، في حي الوسطي، في مدينة القامشلي. كذلك فجّروا سيارة مفخخة في الحي، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، وإصابة 20 آخرين.

أما في حلب، فقد تدوالت تنسيقيات المسلحين خبر «تعزيز جيش الفتح لنقاطه في ريفي حلب وإدلب، تحسّباً لهجوم بري لوحدات الجيش من ثلاثة محاور». وأوضحت التنسيقيات أن الهجوم سيتركز على المحور الجنوبي لمدينة حلب، وتحديداً منطقتي خان طومان وتلة العيس، والمحور الشمالي للمحافظة، وذلك بالتزامن مع هجوم على مناطق المسلحين في ريف اللاذقية الشمالي. وأوعزت «غرفة عمليات جيش الفتح»، بحسب التنسيقيات، إلى الفصائل برفع جاهزيتها، و«تعزيز نقاط رباطهم في مناطق وجودهم بمقاتلين إضافيين، استعداداً للهجوم المرتقب خلال الساعات المقبلة».

في غضون ذلك، شهدت مدينة سراقب، في الريف الإدلبي، احتجاجات على نقص بعض المواد الغذائية، واحتكار المجموعات المسلحة لها. أما مؤيّدو «حركة أحرار الشام»، فقد نعوا القائد العسكري في «الحركة»، إسماعيل علي باشا (أبي ضياء بنش)، الذي قتل في تلة الحدادة، في ريف اللاذقية الشمالي بعد اشتباكات مع الجيش.

وفي ريف حمص الشرقي، نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري «إحكام الجيش سيطرته على ثلاث نقاط استراتيجية جديدة، باتجاه جبل المزار، في الريف الشمالي الشرقي لمدينة تدمر».

وفي درعا، تجددت المواجهات في حوض اليرموك، في الريف الغربي، بين «جبهة النصرة» وحلفائها» من جهة، و«لواء شهداء اليرموك» من جهةٍ أخرى، في وقتٍ نعى فيه مؤيّدو الأخير الرجل الثاني في «حركة المثنى الإسلامية»، أبو عمر صواعق، الذي قضى بانفجار مصنعٍ للعبوات الناسفة في بلدة الشجرة في ريف درعا الغربي.