على الرغم من تعليق الوفد الموالي للرياض مشاركته في المحادثات اليمنية، لم يعلن الوفدان بعد فشل المحادثات ومغادرتهما الكويت حيث تستمر المساعي لاستئناف الجلسات المشتركة. ويبدو أن وفد الرياض فضّل الانسحاب على إحراز تقدّم جدي في المشاورات بعدما أقدم وفد صنعاء على تذليل بعض النقاط الخلافية المتعلّقة بهوية السلطة السياسية في المرحلة الانتقالية، وفقاً لما أعلنته حركة «أنصار الله» أمس.


وأكد وفد صنعاء أن انسحاب وفد الرياض «كان مفاجئاً وغير مبرر»، وأنه جاء نتيجة لتعنّت الطرف الآخر وإصراره على إفشال الحوار. وفي مؤتمر صحافي للوفد مساء أمس، قال عضو المكتب السياسي في حركة «أنصار الله» حمزة الحوثي إن هناك اجتماعات منفصلة سيعقدها المبعوث الدولي مع رؤساء الوفود سعياً للعودة إلى المشاورات، معبّراً عن أمله في أن يكون لدى الطرف الآخر «جدية وصحوة ضمير» من أجل التوصل لحل سياسي يلبي مطالب الشعب اليمني. وفي الوقت نفسه، أكد الحوثي أنه في حال فشل المشاورات «سنعود إلى صنعاء وسنكون في طليعة الشعب لمواجهة العدوان».

وأوضح أن اللقاءات السابقة شهدت نقاشات تمحورت حول تشكيل اللجنة الأمنية وحكومة التوافق الوطني، وأن المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ قدم عدداً من المقترحات، بينها الضمانات العسكرية والأمنية.



رئيس حكومة هادي: إما وحدة اتحادية أو الضياع والفوضى



وللمرة الثانية خلال أسابيع، التقى وفد صنعاء بأمير الكويت صباح الجابر الصباح أمس. وأكد الحوثي أن اللقاء كان إيجابياً ويأتي في إطار جهود الكويت لتذليل العقبات. وكان الصباح قد حضّ الطرفين أمس على مواصلة المشاورات «للتوصل إلى نتائج إيجابية تسهم في تحقيق السلام المنشود».

وكان رئيس وفد «أنصار الله»، محمد عبد السلام، قد شرح ما جرى في جلسة الثلاثاء التي غادرها وفد الرياض قبل أن يعلن تعليق مشاركته في المحادثات. وقال إن ولد الشيخ طرح في تلك الجلسة أربع نقاط للبحث، وهي الضمانات العسكرية – اللجنة العسكرية، والضمانات السياسية – السلطة التوافقية، والضمانات المحلية، والضمانات الدولية». وجرت مناقشة الضمانات العسكرية التي تتمثل في تشكيل لجنة عسكرية تكون معنية بإصدار قرارها، إلا أن الطرف الآخر طالب بأن يكون الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي على رأسها، وأن يكون هو من يصدر قرار تشكيلها، مشيراً إلى أن وفد صنعاء رفض ذلك باعتبار أن هادي طرف في الصراع. واللافت في حديث عبد السلام أنه أشار إلى أن وفد صنعاء طالب بالدخول في نقاش الضمانات السياسية في مرحلة انتقالية واضحة، وأن يتم التوافق على من يصدر القرار «حتى لو كان هادي». وعند هذه النقطة المتقدمة من محاولات تذليل العقبات، رفض الطرف الآخر مواصلة النقاش وانسحب الوفد من الجلسة.

وحول إعلان رئيس وفد الرياض عبد الملك المخلافي أن انسحاب وفده من المشاورات جاء نتيجة عدم التزام الطرف الآخر بالمرجعيات، قال عبد السلام إن وفده أعلن أكثر من مرة الالتزام بالمرجعيات كاملة كحزمة واحدة لا أن يأخذ منها الطرف الآخر ما يشاء. وأوضح أن هذه المرجعيات هي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرار رقم 2216، لكون كل تلك المرجعيات تنصّ على أن المرحلة الانتقالية محكومة بالتوافق السياسي بين المكونات السياسية اليمنية.

من جهته، أعلن رئيس حكومة هادي، أحمد بن دغر، رفض مطلب وفد «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» تشكيل حكومة وحدة وطنية، قبل التزامهم تطبيق بنود القرار 2216، وخصوصاً الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة. وقال إن «الحل يبدأ بالتسليم بحق الشعب اليمني في اختيار طريقه واحترام ارادته». وأكد أن اليمنيين أمام «خيارين تاريخيين لا ثالث لهما: إما أن تبقى الوحدة في صيغتها الاتحادية، وإما أن نترك بلادنا وشعبنا في حالة من الضياع والفوضى والتشرذم».

(الأخبار)