صنعاء | في ظل ترتيبات تتخذها القوات الأميركية لإعلان قاعدة العند العسكرية التي عادت إليها أخيراً منطلقاً لـ«مكافحة الإرهاب»، أعلنت قبائل يمنية من المحافظات الشمالية الآتية: عمران وذمار والبيضاء وإب وحجة وصنعاء وريمة والمحويت، «النفير العام لمواجهة الاحتلال الأميركي لليمن».


وأعلن عدد من منظمات المجتمع المدني في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات رفضها المطلق لـ«الاحتلال الأميركي في المحافظات الجنوبية وخصوصاً في محافظتي لحج وحضرموت».

وفي ظل اتساع الغضب من الوجود الأميركي في الجنوب، أعلن علماء الدين اليمنيّون أمس في لقاء موسع عقد في العاصمة صنعاء، وجوب «الجهاد ضد الاحتلال الأميركي»، مؤكدين في فتوى وافق عليها عشرات العلماء الذين يمثلون مختلف المذاهب بالإجماع، أن «الجهاد على الأعداء فرض عين كفريضة الجمعة ولا مناص من الجهاد ضد الأعداء حتى خروجهم من الأراضي اليمنية». وتضمنت الفتوى «تحريم التعاون مع دول العدوان الأجنبي وأميركا وأتباعها ومساندتهم والقتال معهم أو تأييدهم أو مشاركتهم بأي صورة من الصور»، مضيفةً أن «التعاون مع العدوان من أي جهة عسكرية أو سياسية أو اجتماعية أو غيرها هو خيانة لله ورسوله وللمؤمنين وللشعب اليمني». ودعت الفتوى أبناء الشعب إلى رفد جبهات القتال بالمقاتلين والمال والسلاح وكل ما يلزم لمقارعة القوات الغازية الأميركية وحلفائها.

وفي اللقاء الذي نظمته رابطة علماء اليمن تحت شعار «مواجهة الغزو والاحتلال الأميركي للأراضي اليمنية واجب»، نوقشت السبل الكفيلة بمواجهة الغزو الأميركي في الجنوب ودور العلماء والدعاة في توعية المجتمع بمخاطر الاحتلال. وأكد العلماء أن وصول وحدات من القوات الخاصة الأميركية إلى قاعدة العند وإلى مدينة المكلا خلال الأيام الماضية ورسو حاملة طائرات أميركية في خليج عدن «احتلال ويجب مواجهته بمختلف السبل».

في السياق نفسه، كشفت مصادر محلية في محافظة لحج جنوبي اليمن عن ترتيبات أميركية مكثفة لتحويل قاعدة العند العسكرية، إحدى اهم القواعد الجوية في الجنوب، إلى قاعدة أميركية تنطلق منها عمليات «مكافحة الإرهاب». وأكد المصدر أن التحركات الأميركية في القاعدة باتت الآن اكثر وضوحاً في ظل إرسال الولايات المتحدة اكثر من 50 خبيرا عسكريا أميركيا إلى القاعدة لاجراء الدراسات اللازمة لإعادة تأهليها واعتمادها مركزاً للعمليات العسكرية الاميركية. وأشار المصدر إلى أن قاعدة العند التي بناها الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة في سبعينات القرن الماضي، وافتُتحت أوائل الثمانينيات، كانت مصدر قلق للولايات المتحدة التي حاولت إنشاء قاعدة مماثلة شمالي اليمن، إلا أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح رفض العرض الأميركي في حينه.

وسبق للولايات المتحدة أن اتخذت من قاعدة العند مركزاً لها من عام 2012 حتى مطلع عام 2015. واستخدمت واشنطن القاعدة كمهبط ومستقر للطائرات الأميركية، في وقت نفذت فيه مئات الهجمات بواسطة طائرات من دون طيار على تنظيم «القاعدة» جنوبي البلاد، وهو ما حولها إلى هدف للتنظيم خلال عامي 2013 و2014، حين نفذ «القاعدة» عدداً من الهجمات ضد قاعدة العند.