عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة لمسلحي «جبهة النصرة» وحلفائها، في بلدة الزارة، في ريف حماة الجنوبي، إلى جانب عدد آخر من المفقودين. كل ذلك يُضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبتها الفصائل المسلحة، من اشتبرق في ريف إدلب، إلى عدرا العمالية في ريف دمشق، ومجازر أخرى في ريف اللاذقية الشمالي، وغيرها، وسط صمتٍ دولي إزاء المجازر التي تُرتكب بحق «الموالين للدولة السورية».فجر أمس، هاجم مسلحو «جبهة النصرة» و«أجناد حمص» و«أهل السنة» و«حركة أحرار الشام» البلدة من جهتَي الرستن جنوباً، وحربنفسة جنوبي غربي البلدة، واللتين تخضعان لنظام الهدنة، وذلك في إطار بدء عملية «الثأر لحلب»، بحسب تنسيقياتهم.
وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إن مجموعة من المسلحين تسللت خلسة إلى نقطتين للقوات المدافعة عن الزارة، وقتلت عدداً منهم، فيما تمكّن الآخرون من الانسحاب بعد اشتباكات مع المسلحين. وأشار المصدر إلى أن دخول المسلحين إلى هاتين النقطتين مكّنهم من الدخول إلى البلدة، وسهّل مرور التعزيزات إلى داخلها، مضيفاً أن المسلحين قتلوا، لحظة اقتحامهم البلدة، 12 رجلاً من 4 عائلات، واختطفوا أطفالهم ونساءهم، حيث نقلوهم عبر بحيرة الرستن إلى خارج البلدة.
وأكّد المصدر أن الاشتباكات استمرت ساعات عدّة، استقدم فيها المسلحون تعزيزات من حربنفسة، في وقت استطاع فيه العشرات من أهالي البلدة الهرب باتجاه القرى المجاورة، إذ وصل معظمهم إلى بلدة جدرين، في حالة يرثى لها.
المصدر، الذي كان من ضمن المنسحبين، أوضح أنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المدنيين الذين لم يتمكنوا من الهرب. غير أن الأخبار الواردة تشير إلى أن جميع من بقي في البلدة وقعوا بأيدي المسلحين، وتم نقلهم إلى خارجها، باتجاه ريف حمص الشمالي.
وفي السياق، أشار مصدر في «الدفاع الوطني» إلى أن الجيش السوري، بمؤازرة الجهات الأمنية و«الدفاع الوطني»، شنّ هجوماً معاكساً باتجاه الزارة لاستعادة السيطرة عليها، لافتاً إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، وسط تقدم بسيط للقوات، نتيجة المقاومة العنيفة التي يبديها المسلحون، رغم الطلعات الجوّية الكثيفة لسلاح الجو السوري.
في المقابل، استغل المسلحون «الهدنة»، لينفذوا هجومهم على البلدة، في خرقٍ كبير لـ«وقف النار»، وصمت دولي حول المجزرة. وعبّر ناشطون عن استيائهم إزاء ذلك. وعلى عكس ما قامت به تلك الدول، في الأيام الماضية في حلب، حينما أجمعت على توجيه الإدانات للدولة السورية، في وقتٍ كان فيه المسلحون يقصفون أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.
وأدانت الحكومة السورية في بيان لها المجزرة التي ارتكبها المسلحون في البلدة، وقال رئيس الحكومة، وائل الحلقي، إن «المجزرة الإرهابية جريمة وحشية بحق العالم أجمع، وعلى المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب سوريا في محاربة الإرهاب والتحرك مباشرة لكبح جماح الدول الداعمة له بالمال والسلاح؛ وعلى رأسها قطر والسعودية وتركيا».