أكد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، في لقاء خاص مع القناة الثانية العبرية، أنه يطمح إلى إعادة العلاقات مع إسرائيل إلى سابق عهدها، تماماً كما كانت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حينما كانت علاقات وثيقة جداً بين الجانبين. كلام البرزاني ورد في سياق تقرير مصور عرضته القناة العبرية أمس، عن الأوضاع السياسية والأمنية في كردستان العراق، وأظهر مراسليها يجولون مع قوات «البشمركة» بآلياتهم العسكرية، ويعاينون مجريات القتال ومحاور المواجهات ضد تنظيم «داعش». كذلك أظهر التقرير الاستضافة والحفاوة التي استُقبل المراسلون بها، بحضور رئيس الإقليم وابن أخيه سيروان البرزاني، الذي وصفته القناة بأنه قائد قوات «البيشمركة» والمشرف على سير المعارك ضد «المتطرفين الإسلاميين» هناك.
معد التقرير، انريكيه تسيمرمان، أشاد بالحفاوة التي تلقاها من السلطات الكردية منذ حطت الطائرة التي استقلها في مطار أربيل الدولي، مشيراً إلى أن عدداً من مساعدي البرزاني، كانوا في انتظار مراسلي القناة، وواكبوهم حتى المخمور، التي تعتبر منطقة متوترة جداً وتشهد معارك ضد «داعش». وأشارت القناة إلى أن الجنرال سيروان، جال مع وفد القناة لإجراء مقابلات مع المقاتلين الأكراد في عدد من محاور القتال.
وأكد تسيمرمان أنه تلقى خلال جولته على المقاتلين، دعوة للقاء رئيس إقليم كردستان، وهذه «هي المرة الأولى التي يوافق فيها على إجراء لقاء مع صحافي إسرائيلي». في اللقاء، قال البرزاني للقناة الإسرائيلية، إنه يرغب في عودة العلاقات بين الإقليم وإسرائيل إلى سابق عهدها، تماماً كما في السبعينيات والثمانينيات، أي في المرحلة التي شهدت علاقة وثيقة جداً مع إسرائيل. كذلك أكد أن نظرته الودية إلى اليهود تعود لأيام صباه، إذ كان في قريته ومسقط رأسه يهود، والعلاقة معهم كانت ممتازة... «هذا ما نريده قدر الإمكان من إسرائيل أيضاً».
أما سيروان، فأشار إلى أن «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد يدعي أن إسرائيل عدو، لكنه في ذلك يغسل دماغ شعبه ويمنعه من الانكشاف على الديموقراطية والرخاء، فالإسرائيليون ليسوا أعداءً وليسوا أشخاصاً خطيرين». وكذلك شدد القائد العسكري في «البيشمركة» على أن من يطلق على إسرائيل توصيف عدو، يهدف «إلى الإبقاء على النزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني بلا حل، وهذا يمكنهم من الكذب على شعوبهم، فإسرائيل ليست المشكلة». وأضاف: «ها نحن نرى من التقارير، التي تبث على القنوات العربية أيضاً، أن العرب يعيشون راضين في إسرائيل ووضعهم الاقتصادي أفضل بكثير من أقرانهم الذي يعيشون في دول عربية».
من جهة أخرى (الأخبار)، عقد مسعود البرزاني ونائبه كوسرت رسول علي ورئيس برلمان إقليم كردستان، اجتماعاً مع الأطراف السياسية الكردستانية، تطرق إلى مسألة استقلال كردستان، ومشكلة النفط، وزيارة البرزاني الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية. وأكد البيان الرئاسي، أن لقاءات البرزاني والوفد المرافق مع الرئيس باراك أوباما ونائبه وكبار المسؤولين الحكوميين، أفضت إلى الحصول على ضمانات سياسية في ما يتعلق بدعم الأكراد وحق تقرير مصير. في سياق متصل، نقل وزير الإعمار والإسكان في حكومة كردستان، درباز كوسرت، عن أوباما قوله خلال لقائه البرزاني، إنه «لن نقف في وجه تطلعاتكم، ولكن أولوياتنا في الوقت الحالي هزيمة داعش». وأوضح كوسرت، الذي كان عضواً في الوفد المرافق للبرزاني إلى واشنطن، في تصريح صحافي، أن «البرزاني أكد للمسؤولين الأميركيين أن الأكراد لم يعودوا قادرين على انتظار أتباع الدول المجاورة معهم سياسة جيدة أو لا»، مبيناً أن البرزاني أبلغ كلاً من أوباما ونائبه جو بايدن، أن «الشعب الكردي جدير بأن يقرر مصيره بنفسه، وأن مسألة الاستقلال ستجري سلمياً وعن طريق إجراء الاستفتاء، وبالتفاهم مع الجهات ذات العلاقة في بغداد».
وأشار المسؤول الكردستاني إلى أن بايدن تحدث بطريقة أكثر شفافية، ناقلاً على لسانه قوله للبرزاني: «بكل تأكيد سنرى الدولة الكردية خلال حياتي وحياتك».


http://www.mako.co.il/news-world/arab-q2_2015/Article-9d2e52e7d1e5d41004.htm