غزة | تضاعف عدد الفلسطينيين تسع مرات عما كانوا عليه إبان النكبة التي حلت بهم عام 1948. هذا ما تظهره آخر نتيجة أعلنها مركز الإحصاء الفلسطيني، عشية الذكرى الـ 67 للنكبة. تقول الإحصائية نفسها إن عدد الفلسطينيين في العالم بلغ نهاية العام الماضي 12.1 مليون نسمة، بينهم 6.1 ملايين يعيشون في فلسطين كلها، فيما يعيش 5.34 ملايين في الدول العربية ونحو 675 ألفاً في دول أخرى كالأوروبية.
ومن الجيد معرفة أن جزءاً كبيراً من الذين هاجروا إلى دول غير عربية حصلوا على جنسياتها، في حين أن الدولة العربية الوحيدة التي عملت على تجنيس ملايين الفلسطينيين (نحو 4 ملايين) هي الأردن، وغالبية من كانوا في سوريا ومصر خرجوا أو فروا من هناك، فيما هاجر مرة أخرى نصف من كانوا في لبنان.
وقد سجلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، 5.49 ملايين لاجئ في الشتات يعيش 29% منهم في 31 مخيماً توزعت على كل من لبنان التي احتضنت 12 مخيماً، و10 مخيمات في الأردن، أما سوريا فضمت 9 مخيمات دمر عدد كبير منها في الأزمة الجارية. وداخل فلسطين كلها، تبلغ نسبة اللاجئين 43%، يقطن 38.85% منهم (2.83 مليون) في الضفة المحتلة داخل 19 مخيماً، فيما ضم قطاع غزة ثمانية مخيمات يعيش فيها 61.2% (1.79 مليون)، كما يعيش 1.46 مليون فلسطيني في «أراضي 48» التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية كلياً.

مديرة «الإحصاء الفلسطيني»، علا عوض، أكدت في حديث مع «الأخبار» أن هذه الإحصائية ليست دقيقة كلياً، وإنما «تمثل الحد الأدنى من عدد الفلسطينيين»، موضحة أن «ما يحول دون تعداد الفلسطينيين بدقة كون الإحصاءات لم تشمل الفلسطينيين الذين تم تشريدهم بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967، ولا الذين لم يكونوا لاجئين أصلاً وقد رحلوا أو تم ترحيلهم».
ووفق عوض، لم يغادر 154 ألف فلسطيني الوطن عام 1948، وأصبحوا اليوم 1.5 مليون مواطن»، مشيرة إلى أن عدد السكان في القدس المحتلة بلغ 415 ألف نسمة نهاية 2014، منهم حوالى 62.1% يقيمون شرقي المدينة.
ولفتت في الوقت نفسه إلى أن الشعب الفلسطيني يمتاز «بالفتية» في ظل ارتفاع معدلات الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 15 ــ 17 عاماً، متوقعة أن يزيد عدد من هم في فلسطين التاريخية من 6.1 ملايين إلى 7.1 ملايين بحلول عام 2020... «إذا بقيت معدلات النمو الطبيعية على حالها الآن».
وكانت دراسة تحليلية أعدتها جمعية «كلنا لفلسطين»، قد ذكرت أن عدد المنحدرين من أصول فلسطينية في العالم يفوق 25 مليون نسمة، وذلك ضمن مبادرة «كم نحن». ووفق رئيس مجلس أمناء الجمعية، طلال أبو غزالة، فإن الدراسة اعتمدت أسلوباً علمياً يستند إلى عدد سكان فلسطين عام 1948، إذ كان بموجب بيانات حكومة فلسطين الرسمية 1363387 شخصاً.
وعلى اعتبار تلك السنة هي الأساس، وباحتساب المعدل الوسطي لمعدلات التزايد في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والسودان كنموذج للتزايد السكاني، والبالغ 4.54%، وباعتماد ذلك على التزايد الفلسطيني على مدى 67 سنة «تكون النتيجة أن عدد المنحدرين من أصل فلسطيني يفوق 25 مليوناً». لكن أبو غزالة قال إن هذه النسب والأرقام أقل من الواقع، لأن نسبة التزايد لدى الفلسطينيين من أعلى نسب التزايد في العالم.
وبرغم مرور 67 عاماً على النكبة التي حلت بالفلسطينيين وإقامة الاحتلال، فإن الشتات يواجه خطراً كبيراً في ظل غياب قضية اللاجئين عن الأجندة السياسية والفلسطينية ودخولها وسط الصراعات العربية الداخلية، مقابل العمل الإسرائيلي المكثف على استقطاب اليهود في العالم إلى فلسطين، بل استغلال حوادث أمنية في بعض الدول الأوروبية لتعزيز تلك الهجرة التي ارتفع معدلها في السنوات العشر الماضية، رغم كل ما يقال عن «الهجرة العكسية».
وتقول وزارة «الهجرة الإسرائيلية» إن عدد «المهاجرين إلى إسرائيل» وصل إلى نحو 26500 في نسبة زيادة هذا العام بـ 32% مقارنة مع 2013. كما تقول إن من المتوقع أن تتزايد أعداد «المهاجرين اليهود» إلى 30 ألفاً سنوياً، مقدرة أن 10 آلاف سيقدمون من فرنسا وحدها، وهو ما ينافس الوجود والتزايد الفلسطيني، إذ قد يصل مجموع اليهود في هذا العام إلى 6,3 ملايين، وهو رقم قريب من الوجود الفلسطيني.
Related Items - 1