كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن السياسة الإسرائيلية المعلنة حيال الحرب في سوريا، التي تنص على عدم التدخل لمصلحة أيٍّ من المتحاربين، لا تعني بالمطلق أن تل أبيب تقف على الحياد، بل عندما تصل الأمور للمصلحة الإسرائيلة المباشرة، فإنها «تخوض حتى العنق في الفوضى السورية».
وتحت عنوان «هل إسرائيل متورطة في سوريا؟»، كتب كبير معلقي الشؤون العسكرية في الصحيفة، اليكس فيشمان، يشير إلى أن سياسة «دعوهم ينزفون» لوزير الأمن موشيه يعلون، التي تعني عدم التدخل، لا تعني أن الأمور متروكة على حالها، «إذ لا شيء متروك للصدفة على جانبي الحدود، ومن غير المرجح أبداً أن يكون سلاح الجو قد قتل أربعة مسلحين وهم يزرعون عبوة في الجولان، بمجرد صدفة لا أكثر».

ولفت فيشمان إلى وجود «قوميين دروز» في الجولان، يعملون بإرشاد من حزب الله، وقد نفذوا قبل 18 شهراً هجوماً بالعبوات على دورة للجيش الإسرائيلي، سبّب سقوط إصابات خطرة، و«إذا كان وزير الأمن يعلون قد أعلن في أعقاب الهجوم على قافلة (الشهيد جهاد) مغنية أن البنية التحتية لحزب الله في الجولان قد دمرت، إلا أن الوضع لم يدم كما أراد طويلاً».
وأشار فيشمان إلى النجاحات الإسرائيلية على الحدود مع سوريا، وأنه منذ أن سقطت المنطقة الحدودية في الجولان بأيدي التنظيمات الإسلامية الراديكالية، مثل «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، لم يصدر عن أي تنظيم جهادي أي حادثة أو هجوم واحد على إسرائيل، وذلك يشير إلى «وجود سيطرة استخبارية إسرائيلية تامة على جانبي السياج الحدودي مع سوريا».
وإضافة إلى ذلك، يشير فيشمان إلى وجود سياسة إسرائيلية واضحة لا تلتزم استراتيجية يعلون «دعوهم ينزفون»، «إذ إن تسرب أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، يعدّ من ناحية إسرائيل خطاً أحمر، والعمليات العسكرية للحؤول دون ذلك مدروسة جيداً، وتهدف إلى توجيه رسالة واضحة للجانب الثاني من الحدود، بأن إسرائيل لن تسمح بمرور أسلحة من شأنها أن تقيّد حرية عمل سلاح الجو في الأجواء اللبنانية».
وهنا ينضم فيشمان إلى التحذيرات الصادرة أخيراً على لسان عدد كبير من المعلقين الإسرائيليين: «إذا كانت الهجمات محسوبة جيداً وأثبتت نجاعتها، لكنها في الوقت نفسه خطرة، لأنه كلما مر الوقت تميل الذراع العملية وتحذو القرارات في إسرائيل للوقوع بغرام النتائج، الأمر الذي يزيد من مستوى المخاطرة، وقد تجد إسرائيل نفسها في نهاية المطاف، جزءاً لا يتجزأ من الصراع في سوريا، حتى ولو لم تكن تريد ذلك».