أميط اللثام يوم أمس عن تدريبات عسكرية تقوم بها السعودية لمئات من رجال القبائل اليمنية لقتال الجيش اليمني و«أنصار الله» الذين يواصلون بسط سيطرتهم على مناطق في عدن، بالتزامن مع تنفيذ الرياض إنزالاً في مدينة تعز، لمدّ مقاتلي حزب «الإصلاح» (الإخوان) بسلاحٍ وصف بالنوعي، في خطوةٍ لافتة هي الأولى من نوعها منذ بدء العمليات العسكرية.
وأكدت وكالة «رويترز»، يوم أمس، وجود برنامج سعودي لتدريب المقاتلين القبليين على الحدود، نقلاً عن مصادر في العاصمة القطرية الدوحة، قالت إن 300 مقاتل قبلي تدربوا في السعودية، عادوا إلى موطنهم في منطقة صرواح في محافظة مأرب هذا الأسبوع لمحاربة الحوثيين، مضيفةً أن الرياض «تحتاج الى إدخال قوات برية لأن الانتصار على الحوثيين لن يتم من الجو».
وذكر مصدر دفاعي سعودي أن هناك خطة لتعزيز القوات اليمنية في المعارك في مختلف أنحاء اليمن، لأن «السكان المحليين على دراية أفضل بطبيعة الأرض مقارنة بالسعوديين». وقال المصدر إن «المشكلة هي أن عدد المقاتلين القبليين الذين يتم تدريبهم صغير جداً وليس كافياً»، مضيفاً أن التدريب «يشمل تزويدهم بالأسلحة الخفيفة والنصائح التكتيكية».
من جهته، تحفظ المتحدث باسم العدوان، أحمد عسيري، عن التعليق على «عمليات ما زالت مستمرة»، من دون أن يقدم نفياً لوجود مثل هذا التدريب، مؤكداً أنه «يعلق دائماً على ما تم تحقيقه ولا يعلق أبداً على شيء في المستقبل». وفيما قال إنه لا يريد تعريض أمن وسلامة أي جندي للخطر، جدد تأكيده أن التحالف «يساعد المقاومة والجماعات الشعبية والجيش الوفي، لكن لا يمكنه الخوض في تفاصيل المكان والزمان».
وكانت السعودية قد دعت زعماء القبائل لحضور اجتماع في الرياض، في محاولة لتشكيل جبهة قبلية موحدة في مواجهة «أنصار الله». ويوضح مصدر يمني موجود في الرياض، في هذا الصدد، أن السعودية «تريد توحيد زعماء القبائل في هذا الاجتماع، لكنّ هناك شعوراً بأنه لا يوجد أمل كبير في تحقيق ذلك».
في السياق نفسه، أفادت مصادر بأن زيارة رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح للدوحة أول من أمس، جاءت لمناقشة سبل «إعادة تأسيس سلطة حكومة اليمن في المنفى»، حيث يُطرح اليوم مع دول خليجية خيارات عدة، من بينها الطريقة التي يمكن من خلالها طرد عناصر تنظيم «القاعدة» من مدينة سيئون في محافظة حضرموت، حتى تصبح قاعدة محتملة للحكومة في المستقبل.
وخلال لقاء بحاح بأمير قطر تميم بن حمد، جرى بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والسبل الكفيلة بوضع آلية تنفيذية لمخرجات الحوار الوطني». وعبّر بحاح يوم أمس عن شكره لتميم على «مواقف وجهود بلاده في دعم الشرعية ومساندة الشعب اليمني في هذه الأزمة»، بحسب وكالة الأنباء القطرية. من جهته، أكد أمير قطر «مواصلة دعم بلاده للشرعية في اليمن ومواصلة بذل الجهود من أجل الحفاظ على وحدة اليمن». وبعد فشل المساعي لعقد اتفاق هدنة في مدينة تعز، قام التحالف بإنزال جوي لكميات من الأسلحة والذخائر في المدينة، يوم أمس، للمسلحين التابعين لحزب «الإصلاح». ورغم قيامها بعمليات إنزال مشابهة في محافظات أخرى، إلا أنها المرة الأولى التي تلقي فيها بالأسلحة في تعز. وشملت الاسلحة التي ألقيت في صناديق، صواريخ مضادة للدروع وبنادق رشاشة.
في غضون ذلك، توصلت السعودية مع إريتريا إلى اتفاق تعاون عسكري وأمني واقتصادي «لمحاربة الإرهاب والتجارة غير المشروعة والقرصنة في مياه البحر الأحمر، وعدم السماح لأي تدخلات أجنبية في الشأن اليمني»، خلال زيارة الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، للسعودية، مساء أمس.
من جهةٍ أخرى، قال المتحدث باسم الحكومة المستقيلة، راجح بادي، إن الحكومة تقدمت بطلب عضوية في مجلس التعاون الخليجي، وهو المسعى الذي حاول هادي تحقيقه سابقاً. وأضاف بادي من قطر «سنتقدم بخطة في السعودية الشهر المقبل تعدّ اليمن للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي».
ميدانياً، واصل الجيش و«اللجان الشعبية» بسط سيطرتهم على مناطق في محافظة عدن، حيث تمكنوا يوم أمس من السيطرة على عدد من الأحياء والشوارع في المدينة، بحسب سكان محليين. واستمرت الغارات الجوية على المحافظات والمدن اليمنية، لا سيما العاصمة صنعاء ولحج والبيضاء ومأرب. واستهدفت طائرات التحالف للمرة الثانية على التوالي منطقة فج عطان جنوب صنعاء، بعد المجزرة التي أوقعتها قبل أكثر من أسبوع في المنطقة نفسها. كذلك، تعرضت مديرية باقم في محافظة صعدة لقصف بالرشاشات من الأراضي السعودية، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص بينهم طفل. وبالتزامن، أعلنت وزارة الصحة اليمنية أن الغارات السعودية استهدفت 23 مرفقاً صحياً، بينها 10 مستشفيات منذ بدء العدوان
(الأخبار، رويترز، الأناضول، أ ف ب)