سيكون للأردن دور أساسي في إعادة بناء الجيش الليبي، وذلك بالتدريب والاستشارات والتنسيق المباشر بين القيادات العسكرية في البلدين، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عقب لقاء القائد العام للجيش الليبي (التابع لحكومة طبرق) خليفة حفتر مع نظيره الأردني والملك عبد الله الثاني. ففي أول زيارة خارجية رسمية له بعد توليه المنصب، وصل حفتر يوم الأول من أمس الأحد إلى الأردن في زيارة رسمية تستغرق أياماً عدة، يرافقه رؤساء أركان القوات البرية والبحرية والجوية وبعض المستشارين العسكريين، وذلك تلبية لدعوة نظيره الأردني، رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول مشعل محمد الزبن.
خلال استقباله حفتر يوم أمس، عبّر الملك عبد الله الثاني عن وقوف المملكة إلى جانب ليبيا في مسعاها لاستعادة أمنها وتصديها للتنظيمات الإرهابية، و«بُحثت علاقات التعاون بين البلدين، خصوصاً في المجالات العسكرية»، بحسب بيان الديوان الملكي الأردني. وكان عبد الله الثني، رئيس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة في طبرق، قد زار الأردن مطلع شهر آذار الماضي، ودعا الدول العربية إلى وضع آلية موحدة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك. وذكرت الوكالة الليبية للأنباء، التابعة للحكومة المؤقتة في طبرق، أن ملك الأردن بحث مع حفتر «طرق وآليات دعم القوات المسلحة الليبية بالتدريب والاستشارات العسكرية، وسبل تطوير التنسيق والتواصل المباشر بين القيادات العسكرية في البلدين». وبحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، تركز البحث حول التعاون والتنسيق «في مجال إعادة بناء الجيش الليبي وتقديم الاستشارات اللازمة في هذا المجال». وبحث الجانبان «الوضع في المنطقة العربية، واتفاقية الدفاع العربي المشترك، ودعم عملية الحزم، التي تخوضها القوات العربية المشتركة لنصرة الشرعية باليمن»، بحسب الوكالة الليبية.
ميدانياً، قررت سلطات العاصمة الليبية يوم أمس تشديد الإجراءات الأمنية في المدينة غداة هجومين استهدفا سفارتي كوريا الجنوبية والمغرب وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية الذي كثف هجماته في طرابلس خلال الأسابيع الماضية. وقال محمود عبد العزيز، عضو المؤتمر الوطني العام (حكومة طرابلس): «نحن وحدنا في مواجهة داعش. العالم غير معترف بنا ونحن نحارب نيابة عن العالم، وندفع أثماناً كل يوم».
في سياق متصل، اجتمع ممثلون عن أحزاب سياسية ليبية ونشطاء سياسيون في الجزائر يوم أمس لبحث خيارات حل النزاع بين حكومتي طرابلس وطبرق، في حوار ترعاه الأمم المتحدة. ويجري ممثلون عن البرلمان المنعقد في طبرق والمؤتمر الوطني العام في طرابلس أيضاً حواراً برعاية الأمم المتحدة في المغرب، يهدف إلى إدخال البلاد في مرحلة انتقالية تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بانتخابات جديدة. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا قد دعت يوم الأول من أمس الأحد في بيان مشترك إلى وقف إطلاق نار «فوري وغير مشروط» في ليبيا، مشيرة إلى أن «المتطرفين يستغلون غياب الأمن لمصلحتهم». ويرى محللون أن الحوار بين الأطراف الليبية يواجه صعوبات في ظل عدم ارتباط القوى المتحاورة بالضرورة بالجماعات المسلحة، ما ينذر بإطالة أمد النزاع الذي بات يتحول بحسب هؤلاء المحللين إلى حرب أهلية تغذيها تدخلات خارجية.

(أ ف ب، الأناضول)