ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية ــ "شينخوا"، أمس، أنّ "زعماء بارزين" في حركة "طالبان" الباكستانية أعلنوا ولاءهم لتنظيم "الدولة الإسلامية"، واصفة ذلك بأنه "انتكاسة قوية للحركة المحظورة التي تتعرض لهجمات في معاقلها السابقة".ويأتي الحديث عن الانشقاق بعد ثلاثة أيام من إعلان المتحدث باسم "طالبان" الباكستانية، محمد خراساني، أن "زعيم الحركة في منطقة باجور ونائبه استقالا"، متجنّباً الحديث عن أسباب الاستقالة.

وقالت الوكالة الصينية إنّ المتحدث السابق باسم "طالبان" شهيدالله شهيد، صرّح بأنّ "زعيم حركة طالبان الباكستانية في منطقة باجور القبلية، مولانا أبو بكر، انشق ونائبه، قاري زاهد، عن طالبان وأعلنا الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية". وقال أيضاً إن "جميع أعضاء مجلس طالبان في باجور، بمن في ذلك القيادات والدعاة والقضاة في المحكمة الإسلامية، اعترفوا بأبي بكر البغدادي زعيماً لهم".
وقال شهيد، لوسائل الإعلام عبر الهاتف، "أعلن زعماء طالبان الباكستانية في باجور ولاءهم لحافظ سعيد خان، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة خراسان".
وأبو بكر هو أحد القادة أصحاب النفوذ في "طالبان"، وتم تعيينه زعيماً للحركة في باجور عن طريق حكيم الله محسود الذي لقي مصرعه في غارة أميركية بطائرة من دون طيار عام 2013.
كذلك، فإنّ شهيد الله شهيد كان قد "طُرد" من "طالبان" في شهر تشرين الأول الماضي إثر مبايعته، إضافة إلى خمسة آخرين من أعضاء الحركة، "الدولة الإسلامية".
ورأت وكالة الأنباء الصينية أن "انضمام المزيد من قادة طالبان إلى تنظيم الدولة الإسلامية يعكس مواجهة الحركة لتحديات خطيرة، في وقت فقدت فيه وجودها في وزيرستان الشمالية ووادي تيراه في منطقة خيبر القبلية بعد الهجمات العسكرية التي استهدفت تلك المناطق"، مضيفة أن "هذا الوضع هو ظاهرة جديدة في باكستان وأفغانستان المجاورة، حيث أظهرت تقارير أن رايات طالبان البيضاء حلت محلها رايات تنظيم الدولة الإسلامية السوداء في بعض المناطق".
ويأتي الحديث عن الانشقاقات في حركة "طالبان" باكستان، وما يتبعها من مبايعات لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في وقت يرى فيه محللون أن "المزاعم الأخيرة التي روّجتها بعض الجماعات الفرعية داخل طالبان بشأن الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية تمثل انعكاساً لفقدان النفوذ والتمويل بسبب العمليات العسكرية الباكستانية التي قضت على معاقلها في شمالي غربي البلاد"، وفقاً لتقرير نشرته خلال الأسبوع الحالي "هيئة الإذاعة البريطانية" ــ "بي بي سي".
ويأتي الحديث عن تلك الانشقاقات أيضاً في الوقت الذي تبحث فيه إسلام آباد قرار المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، ضمن ما يسمى عملية "عاصفة الحزم".
(الأخبار)