ارتفعت حصيلة هجوم مسلح استهدف أول من أمس دورية للجيش التونسي في منطقة سبيطلة من ولاية القصرين (وسط غرب) الحدودية مع الجزائر، الى خمسة قتلى إثر وفاة جندي متأثرا باصابته، بحسب ما اعلن مسؤول حكومي أمس.
وقال الكاتب العام للحكومة، أحمد زروق، لوكالة «فرانس برس» إنّ حصيلة الهجوم هي «5 شهداء و7 جرحى». وأضاف ان مسلحين «كان عددهم كبيرا نوعا ما» أطلقوا قذيفة مضادة للدروع (اربي جي) على الدورية العسكرية، واستهدفوها برشاشات كلاشنيكوف. ونصب المسلحون «كمينا» للدورية العسكرية بحسب وزارة الدفاع.
ومنذ نهاية 2012 تتعقب قوات الامن والجيش مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، متحصنة بجبل الشعانبي (اعلى قمة) من ولاية القصرين ذي الأحراج والتضاريس الوعرة. وتطلق المجموعة على نفسها اسم «كتيبة عقبة بن نافع» نسبة الى القائد العسكري المسلم الذي فتح تونس.
وبحسب السلطات، فإن الكتيبة خططت لإقامة «أول إمارة إسلامية» بشمال افريقيا في تونس، بعد اطاحة مطلع 2011 نظام الرئيس زين العابدين بن علي. وتواجه الكتيبة عناصر الامن والجيش الذين تسميهم «طواغيت» وتحرّض على قتلهم.
ومنذ 2011 وحتى اليوم قتل أكثر من 70 من عناصر الامن والجيش في هجمات وكمائن تبنتها «كتيبة عقبة بن نافع».
وفي 16 تموز 2014، قتل 15 عسكريا وأصيب 18 آخرون عندما هاجمت الكتيبة خلال موعد الإفطار في شهر رمضان، نقطتي مراقبة تابعتين للجيش في هنشير التلة بجبل الشعانبي. وقالت وزارة الدفاع آنذاك ان المهاجمين استعملوا رشاشات وقذائف مضادة للدروع (آر بي جي). وكان ذلك الهجوم الاسوأ في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956.
واعلنت تونس أخيراً ان «كتيبة عقبة بن نافع» مسؤولة عن هجوم دموي استهدف في 18 آذار الماضي متحف باردو الشهير بالعاصمة تونس، وأدى إلى مقتل 22 شخصا هم 21 سائحا اجنبيا وشرطي تونسي، مع ان تنظيم «داعش» تبنى الهجوم.
وفي 28 آذار الماضي قتلت الشرطة في كمين بمنطقة سيدي يعيش الجبلية من ولاية قفصة (جنوب غرب) 9 من ابرز عناصر «الكتيبة»، بينهم زعيمها الجزائري خالد الشايب المكني بـ»لقمان أبو صخر» الذي تقول تونس انه مدبّر الهجوم على متحف باردو.
وأعلنت كتيبة عقبة بن نافع في أيلول 2014 «دعم» تنظيم «داعش» ودعته الى التحرك خارج سوريا والعراق، لكنها لم تبايعه.
وقالت في بيان آنذاك «الاخوة المجاهدون في كتيبة عقبة بن نافع... يدعمون بقوة تنظيم الدولة الاسلامية ويدعونه الى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان».
ومنتصف حزيران 2014، أعلن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، لأول مرة، أن «كتيبة عقبة بن نافع» تابعة له.
(أ ف ب)