بينما يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قطر، حيث يقيم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، تثور ثائرة «حماس» ضد حكومة التوافق في رام الله، بعدما قررت الحكومة تشكيل لجنة لإدارة تسلم المعابر من الحركة من دون التوازي في العمل مع لجنة لبحث أزمة موظفي حكومة غزة السابقة.
عباس التقى في زيارته التي بدأت أمس الأمير القطري، تميم بن حمد، وقد اصطحب معه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج. وليس معروفاً هل ستتضمن زيارته للدوحة لقاءً مع مشعل حتى كتابة الخبر، على أن عضو المكتب السياسي للحركة، الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي كان قد أجرى عملية جراحية للقلب مؤخراً في العاصمة القطرية، كان قد تلقى اتصالاً هاتفياً من عباس للاطمئنان على سلامته.
رغم ذلك، فإن هذه الزيارة تترافق مع تصعيد كبير في العلاقات بين حركتي «حماس» و«فتح»، أولاً بسبب استمرار الحصار المفروض على غزة وإعلان «حماس» خطوات احتجاجية وتصعيدية ضد «التوافق»، فضلاً عن الردود الحمساوية على تصريحات عباس عشية القمة العربية، عندما تحدث عن «عاصفة الحزم» التي تنفذها السعودية ضد اليمن، وأشار إلى أن الوضع في غزة يحتاج إلى خطوة مماثلة من العرب.
كذلك تأتي زيارة عباس للدوحة في وقت يشهد فيه مخيم اليرموك في سوريا اشتداداً للمعارك بين تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» من جهة، وتنظيمات فلسطينية أبرزها «أكناف بيت المقدس» المقرّبة من «حماس» من جهة أخرى، في ظل تخلي منظمة التحرير أو «فتح» عن إعطاء قرار بشأن المشاركة في المعركة.
وبالتزامن مع الزيارة، وافقت قطر على إقراض حكومة التوافق 100 مليون دولار في ظل أزمتها في الإيفاء بالرواتب جراء استمرار إسرائيل في احتجاز أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية، التي رفضت أن تتسلم مبلغاً مقتطعاً من الضرائب بعد حسم إسرائيل ديون شركة الكهرباء القطرية المستحقة على الفلسطينيين من إجمالي المبلغ.
في المقابل، استعانت «حماس» بعدد من الفصائل، في اجتماع أمس في غزة، لاتخاذ موقف من حكومة التوافق التي قررت أن تشكل لجنة لترتيب تسلم معابر القطاع ثم إعادة تشكيل اللجنة الإدارية القانونية لدراسة القضايا المدنية وخاصة الموظفين الذين لا يتقاضون رواتبهم كاملة منذ قرابة عام. وأعلنت «حماس» أن إعلان «التوافق» أن قراراتها الأخيرة جاءت بالتوافق مع الحركة «غير صحيح». وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إنه إذا كانت الحكومة تريد أن تبرهن على مصداقيتها، فلتعلن موافقتها رسمياً على ورقة التفاهمات التي تم التوصل إليها مع نائب رئيس مجلس الوزراء زياد أبو عمرو».
وبعد ذلك بساعات، أعلنت نقابة «الموظفين في القطاع العام»، في غزة، وهي تابعة لـ«حماس»، أنها ستنفذ إضراباً شاملاً في الوزارات والمدارس كافة «رداً على إجراءات حكومة التوافق بحق موظفي غزة». وأشارت النقابة إلى أنها سوف تصعّد احتجاجاتها النقابية في الأيام المقبلة، مؤكدة أن «كل الخيارات مفتوحة».
(الأخبار، الأناضول)



جيش الاحتلال يقتحم منزل منفذ عملية طعن جنديين


اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل الشاب محمد كراكرة (30 عاماً)، الذي قتل برصاص الاحتلال، عقب طعنه جنديين إسرائيليين شمالي الضفة المحتلة أمس. وشرعت القوة العسكرية التي اقتحمت بيت عائلة كراكرة في قرية سنجل قرب رام الله (وسط) في عمليات تفتيش دقيقة، وحققت ميدانياً مع أفراد أسرته لمدة ساعتين، ثم هددوا العائلة باقتحام البيت مجدداً.
وتحتجز السلطات الإسرائيلية جثمان كراكرة بعدما تعرف عليه والده في مكان العملية، ثم جرى نقله إلى معهد أبو كبير للتشريح، ولم تبلغ العائلة بموعد تسليمه، وفق ابن عمه الذي قال إنه أصيب بالرصاص الحي في منطقة الرأس والصدر.
في المقابل، باركت حركة «حماس» عملية طعن الجنديين (أصيب أحدهما بجراح خطرة) على يد الشهيد كراكرة، جنوب مستوطنة «شيلو»، شمالي الضفة. وأشاد بيان «حماس» بالشهيد كراكرة «الذي تعمد استهداف الجنود رغم أنه لا يحمل سوى سكين، بينما يتعمد جنود الاحتلال قتل الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين».