منح مجلس الوزراء العراقي، أمس، صفة «هيئة رسمية» لـ«الحشد الشعبي»، في الوقت الذي يتصاعد فيه الحديث عن المعارك التالية لعملية تحرير مدينة تكريت.وقرر مجلس الوزراء خلال جلسته الاعتيادية برئاسة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، «توجيه الوزارات ومؤسسات الدولة كافة عند تعاملها مع هيئة الحشد الشعبي التعامل معها على أنها هيئة رسمية ترتبط برئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة تتولى عمليات القيادة والسيطرة والتنظيم لقوات الحشد الشعبي».

ويأتي هذا القرار بعد أيام على انتهاء معارك محافظة صلاح الدين، واستكمال الاستعدادت لتحرير بقية المناطق، أهمها مناطق في محافظتي الأنبار ونينوى حيث تقع مدينة الموصل.
وفي إطار الحديث عن الاستعدادات للعمليات المقبلة، أعلن العقيد جمعة فزع الجميلي، وهو أحد قياديي «الحشد الشعبي» في محافظة الأنبار، قرب عملية تحرير الفلوجة من تنظيم «داعش»، مؤكداً «قيام القوات المشتركة بمحاصرة المدينة من ثلاث جهات».
وقال الجميلي، في حديث إلى موقع «المدى برس»، إن «القوات المشتركة من الجيش والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، ستبدأ خلال الأيام المقبلة عملية عسكرية واسعة لتطهير مدينة الفلوجة بالكامل»، مؤكداً أن «عملية التحرير لن تطول بعد انهيار عناصر تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف أنّ «القوات الأمنية تستعد بشكل كامل لمعركة تطهير الفلوجة بعد تطويق مداخلها ومخارجها من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية، ونحن بانتظار الساعة الصفر لشن عملية الاقتحام الكبرى».
في هذا الوقت، اعتبر محافظ نينوى، اثيل النجيفي، أنّ الزيارة التي قام بها، أول من أمس، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لإقليم كردستان «هي بداية الاستعدادات العملية لتحرير نينوى، مشيراً إلى أنه «تم الاتفاق على منح الدور الرئيس للجيش النظامي والشرطة المحلية والبشمركة وأبناء العشائر واستبعاد مشاركة الحشد الشعبي».
وقال النجيفي، خلال مؤتمر صحافي عقد في اربيل أمس، إن «زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقليم كردستان ولقاءه مع رئيس الإقليم (مسعود البرزاني) كانت بداية إعلان بدء الاستعدادات العملية لتحرير نينوى»، موضحاً أنه «تم وضع الخطة العراقية منذ زمن، وتزامنت معها تهيئة القوات اللازمة لهذه العملية من الجيش العراقي حيث تمت تهيئة عدد من الفرق العسكرية النظامية كما تم تسليحها وتدريبها على أيدي خبراء من دول التحالف الدولي وأصبحت هذه القوات جاهزة للعمل العسكري النظامي». وأضاف أنه «كانت هناك قوات من محافظة نينوى من الشرطة الوطنية والحشد (الوطني) من أهالي المحافظة يجري تدريبهم على أيدي قوات التحالف الدولي، كذلك فإن البشمركة هي الطرف الثالث، أما الطرف الرابع فهو الغطاء الجوي للتحالف الدولي»، مشيراً إلى أن «زيارة العبادي ومعه وزيرا الداخلية والدفاع ولقاءه مع رئيس الاقليم والقادة الامنيين في الاقليم جاءت لنسج جميع تلك الخيوط وجميع الملامح النهائية للمعركة العسكرية والاتفاق على توزيع أدوار تلك القوات كلاً حسب موقعه وإمكاناته».
وبيّن النجيفي أنه «من خلال الاجتماع، تم الاتفاق على اعطاء الدور الرئيسي للجيش العراقي النظامي ومن خلال محاور متفق عليها مع اقليم كردستان، فيما تتولى الشرطة المحلية والبشمركة والحشد الوطني وأبناء عشائر نينوى محاور أخرى حسب الطبيعة السكانية لتلك المناطق»، لافتاً الى أنه «تم الاتفاق على استبعاد الحشد الشعبي من محافظات اخرى للمشاركة في هذه العملية».
وكان العبادي قد تلقى، أمس، اتصالاً هاتفياً من الملك الأردني، عبدالله الثاني، الذي «بارك... الانتصارات التي حققتها القوات العراقية في صلاح الدين وتكريت وحيا بطولات القوات العراقية والقيادة السياسية وأعرب عن تأييد الاردن الكامل للعراق لوقوفه في وجه الارهاب ومساندته في عملياته المقبلة في الانبار والموصل».
(الأخبار)




اكتشاف مقابر جماعية في تكريت

أعلنت وزارة حقوق الانسان العراقية، أمس، استخراج 47 رفات من مقابر جماعية في تكريت قد تكون لضحايا قضوا في ما يعرف إعلامياً بـ»مجزرة سبايكر» التي قتل فيها نحو 1700 عسكري (رقم غير مؤكد) على يد تنظيم «داعش» في حزيران الماضي في تكريت.
وقال المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان، كامل امين، لـ»فرانس برس»: «استخرجت حتى الان 47 رفات من مقابر جماعية في تكريت»، مشيرا الى ان «عدد المقابر التي تم اكتشافها حتى الان بلغ 11 مقبرة جماعية، بينها مقابر كبيرة».
وردا على سؤال حول كونهم ضحايا «قاعدة سبايكر»، قال الامين «نتوقع من خلال المعطيات من اعمارهم وطبيعة ملابسهم بان هؤلاء من ضحايا سبايكر. لكن قضية الحسم تتطلب مطابقة الحمض النووي (دي ان ايه) ومعلومات واجراءات قانونية».
وأشار إلى أن «جميع الضحايا رجال شباب ويرتدون ملابس مدنية».
ولفت الانتباه الى ان بعض «المقابر مدفونة بشكل عشوائي واخرى مدفونة باستخدام صخور كبيرة وهي طريقة اجرامية».
وشكلت الحكومة العراقية لجنة مشتركة تضم وزارة حقوق الانسان والصحة مهمتها فتح المقابر الجماعية والتعرف على هويات الضحايا.
وجاء في بيان لوزارة حقوق الانسان ان «المغدورين تم اعدامهم رميا بالرصاص ودفنهم في مكان اقتراف الجريمة».
وكان الضحايا الذين عثر على جثثهم موثوقي الايدي الى الخلف كما ان بعضهم معصوبو الاعين ويرتدون ملابس صيفية، وفقا للبيان.
(أ ف ب)