ريف دمشق | بعد مضي ستة أيام على اقتحام «داعش» و«جبهة النصرة» لمخيم اليرموك، وتوغلهما في معظم أحيائه، اصطدم التنظيمان يوم أمس بجبهة واسعة من القوى المجابهة لهما. فبعد أن كاد تنظيم «أكناف بيت المقدس» والمقاتلون المحليون المتحالفون معه على وشك السقوط في مقابل التنظيمين المقتحمين، خلال الأيام الماضية، دخل مقاتلو فصيلي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة» و«فتح الانتفاضة»، إضافة إلى مقاتلين متطوعين، على خط مواجهة «داعش» في مخيم اليرموك، الأمر الذي أدى أمس إلى توقف تقدّم «داعش» في بعض النقاط، في وسط المخيم، وتراجعها في محيط المركز الثقافي الفلسطيني.
يؤكد مصدر فلسطيني لـ«الأخبار»: «العمليات الهجومية لداعش وجبهة النصرة توقفت تماماً، وتحولت إلى عمليات دفاعية في عمق مخيم اليرموك، في المناطق التي تقع خلف المركز الثقافي فيه». وبالتوازي، استهدف الجيش النقاط التي ينطلق منها مسلّحو «داعش» و«جبهة النصرة»، بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية، مؤمناً توغل القوى الفلسطينية واستعادتها للنقاط التي خسرتها في الأيام الماضية. الاشتباكات دارت في وسط مخيم اليرموك وشارع فلسطين، فيما تركّزت رمايات الجيش على مدخل بلدة الحجر الأسود التي ينطلق منها مسلّحو «داعش» لمؤازرة قواتهم في جنوبي المخيم.
وفي موازاة ذلك، دخل مسلّحون من «جيش الإسلام» على خط المواجهة إلى جانب «أكناف بيت المقدس»، قادمين من جهة الأحياء الملاصقة لليرموك في جنوبي العاصمة، في أطراف يلدا وببيلا وبيت سحم، وشاركوا في إحدى معارك أمس التي جرت بالقرب من المركز الثقافي، والتي أدت إلى استعادته. المعارك أدت أيضاً إلى مقتل أعداد كبيرة من مسلّحي الطرفين، ففيما قال مصدر مقرب من «أكناف بيت المقدس» إن عدد القتلى والجرحى من الطرف المقابل بلغ 70 مسلّحاً، أعدم مسلّحو «داعش» عدداً من أسرى «الأكناف» لديها، كرد فعل على الهجمات المعاكسة للأخيرة وحلفائها، فيما ذكرت مصادر إعلامية أن 60 شخصاً من «الأكناف» سلموا أنفسهم إلى الجيش السوري، على دفعات خلال اليومين الماضيين.
ولم يسلم المدنيون من المواجهات العنيفة في مخيم اليرموك، يقول مصدر محلي فلسطيني لـ«الأخبار» إن «عدد الفلسطينيين والسوريين الذين أعدمهم داعش يوم أمس نحو عشرين شخصاً، ليبلغ العدد الإجمالي خلال الأيام الثلاثة الماضية 37 مدنياً، كلهم أعدموا بطريقة قطع الرؤوس». فيما قال مسؤول من وكالة «الأونروا» أن «عدد الأشخاص الذين نجحوا بالفرار من المواجهات العنيفة في مخيم اليرموك بلغ 94 شخصاً، بينهم 30 امرأة». وبلغ عدد الذين جرى إجلاؤهم من المناطق الشمالية والوسطى من اليرموك، على خلفية اشتداد المواجهات نحو 2000 شخص، بحسب مصدر من الهلال الأحمر لـ«الأخبار».
وفي درعا، جنوباً، وجه الجيش السوري ضربة جوية لاجتماع ضم قادة العديد من التنظيمات المسلّحة في بلدة بصرى الشام، شرقي درعا، وأدت الضربة إلى مقتل وجرح نحو 70 مسلحاً، بحسب مصدر ميداني لـ«الأخبار»، من بينهم أحمد هيثم العودة، قائد «لواء السنة» والقائد العام للهجوم على بصرى الشام، ونائبه أحمد عبد الله الطعمة، وقائد كتيبة «ابن كثير» أياد الدوس، وماهر المقداد قائد «لواء تحرير بصرى الشام» ونائبيه. كذلك استهدف الجيش معاقل للمسلّحين في كل من سملين وزمرين والغارية الغربية وعلى قمة تل الحارة، في ريف المحافظة.
وفي إدلب (شمالاً)، يواصل الجيش قصفاً مكثفاً على مواقع المسلّحين في المدينة، وبالقرب من بلدة المسطومة جنوبي إدلب وفي أريافها الشمالية والغربية. وفي المقابل سقطت العديد من القذائف الصاروخية على منطقتي كفريا والفوعة المحاصرتين من المسلّحين من ريف إدلب، ولم توقع تلك القذائف أي إصابات.
وفي ريف حماه، اطلق مسلحو «داعش» عدداً من الصواريخ باتجاه مدينة السلمية، ما أدى إلى سقوط 10 شهداء وعدد من الجرحى المدنيين.