ريف دمشق | تقدمٌ ثابت أفضى في يومه الثالث إلى إعلان الجيش سيطرته على تلال الصخر والجُرَف الصخرية والساعة في الجهة الغربية من مدينة الزبداني غربي العاصمة. عشرات القتلى والجرحى في صفوف المعارضة المسلحة سقطوا يوم أمس في حصيلة التقدم البري للجيش نحو التلال، مسنوداً بالضربات المكثفة للمدفعية الثقيلة وببعض غارات سلاح الجو التي دفعت مسلحي المعارضة الى الانسحاب من مرتفعات غربي المدينة.
و«يأتي تقدم الجيش في التلال المطلة على الزبداني ممهداً لتحرير المدينة بالكامل خلال الأسابيع القليلة القادمة»، تقول مصادر عسكرية مطلعة، وتضيف في حديثٍ مع «الأخبار»: «انسحب الإرهابيون بعدما فقدوا أي أمل بوصول الإمدادات من أقرانهم في الجبهة الجنوبية للمدينة؛ حيث كان الجيش قد دمَّر عربتين محملتين بمضادات الطيران كانتا متجهتين من بساتين مضايا باتجاه الزبداني». وبالتزامن، كانت اشتباكات واسعة قد اندلعت بين الجيش والمعارضة المسلحة في أحياء الجمعيات وعين المعصرة غربي المدينة، ما أسفر عن مقتل أكثر من ستة مسلحين، وجرح العشرات منهم.
وبالتزامن مع مستجدات الزبداني، تستمر معارك الغوطة الشرقية لدمشق في تصاعدها بين الجيش وفصائل المعارضة المسلحة على أكثر من نقطة تمركز، كان أعنفها ما اندلع ضد مقاتلي «جيش الإسلام» في القسم الجنوبي من بلدة مرج السلطان في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى سقوط العشرات من مسلحي التنظيم بين قتيلٍ وجريح، فضلاً عن تدمير أكثر من خمس آليات محملة برشاشات ثقيلة ومضادات طيران. فيما خطت لجنة المصالحة الوطنية في بلدة الحسينية (جنوبي دمشق) خطوات جدية باتجاه إنجاز التسوية الميدانية في البلدة، وبعدما أكدت البدء بعمليات إعادة تجهيز البنية التحتية في الحي. وكشفت مصادر اللجنة لـ«الأخبار» عن اجتماع جرى ظهر أمس مع «عناصر متطوعين ستوكل إليهم مهمة الحفاظ على أمن البلدة، بعد دخول الأهالي إليها»، على أن يجري ذلك، بحسب المصادر، خلال مهلة زمنية «على الأغلب أنها لن تتجاوز شهراً ونصف شهر».
وفي سياق آخر، نجحت وحدات «حماية الشعب» الكردية في استعادة السيطرة على قرى بوغي وقازاني الصغيرة وقازاني الكبيرة ومزرعة جلبي والشيخ قمر، في القسم الشرقي من ريف مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرق حلب، إثر اشتباكاتٍ عنيفة اندلعت فجر أمس مسفرةً عن سقوط العشرات من مقاتلي «داعش» بين قتيلٍ وجريح. وفي مدينة حلب، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في محيط الليرمون ومسجد الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء، وفي محيط قريتي باشكوي وحندرات، شمالي المدينة.
إلى ذلك، نجحت وحدات الجيش السوري، فجر أمس، في إفشال إحدى محاولات «النصرة» للهجوم على قرية أم الجامع في الريف الشرقي لمحافظة حمص، ما أسفر، بحسب مصادر عسكرية، عن سقوط أكثر من ثلاثين قتيلاً تابعين للتنظيم، فضلاً عن جرح العشرات، واستهداف سلاح الجو في الجيش السوري مناطق انتشار المعارضة المسلحة في بلدات الرجم العالي ورجم القصر ومسعدة وعنق الهوى وجب الجراح، وقرى المشيرفة الجنوبية والمشيرفة الشمالية في ريف حمص. فيما صد الجيش، عصر أمس، واحدة من أعنف هجمات «النصرة» على بلدة قيطة جنوبي كفر شمس في ريف درعا الشمالي الغربي، ما أدى إلى تراجع مقاتلي التنظيم.