دخل «التحالف الدولي» على خط استعادة مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، وذلك بعد سلسلة من العمليات الناجحة التي قادتها الحكومة العراقية من دون مقاتلاته.وقال مسؤولون إن طائرات «التحالف» وسلاح الجو العراقي هاجما مجمع القصور في مدينة تكريت، أمس، حيث يتحصن مقاتلو تنظيم «داعش» منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وشنت طائرات «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة أول ضربات لها على أهداف للتنظيم في تكريت أول من أمس، «لدعم» القوات العراقية التي تقاتل إلى جانب قوات «الحشد الشعبي». ويمثل قرار المساندة الجوية لحملة تكريت أكبر تعاون حتى الآن بين «التحالف» وبغداد، في وقت من غير المعروف كيف جرى تجميد العمليات في تكريت قبل نحو أسبوع، وما كانت الدوافع لذلك.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، العميد تحسين ابراهيم صادق، إن القوات الجوية العراقية وطائرات «التحالف» شنت غارات جوية استهدفت القصور الرئاسية التي يتخذ قادة ومجموعات «داعش» منها مناطق تمركز لهم. وأضاف أن الطائرات العراقية نفذت الطلعة الرابعة لها منذ الساعات الأولى من صباح أمس.
مقاتلات فرنسية
تساند واشنطن و«الحشد»
لا يعلن موقفا نهائياً

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، قد أعلن، أول من أمس، «بدء الصفحة الاخيرة من عمليات تحرير محافظة صلاح الدين». وقال، في سياق كلمة له، «ها قد حلت ساعة الخلاص وحل ربيع العراق ودقت ساعة الانتصار لتعود صلاح الدين الى حضن الوطن ويعود اهلها الكرام الى ديارهم آمنين». وأشار إلى أنّ «نصر العراق يتحقق بسواعد العراقيين الابطال من قوات الجيش والشرطة والمتطوعين من الحشد الشعبي ومن اهالي وابناء صلاح الدين وبإسناد من الدول الصديقة والتحالف الدولي ... ومن خلال الاسناد الجوي وتوفير السلاح والتدريب وتوفير المستشارين بطلب من العراق».
وتأكيداً على الدور المكتسب لـ»التحالف» في صلاح الدين، فقد أعلن متحدث باسم رئاسة أركان الجيوش الفرنسية أن بلاده شنت، مساء أول من أمس، للمرة الاولى، ضربة جوية في منطقة تكريت، فيما لم يحدد عدد الطائرات الفرنسية التي نفذت الضربة او الاهداف التي اصيبت.
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول مستقبل موقف فصائل مقاتلة في قوات «الحشد الشعبي» حيال مشاركة طائرات «التحالف الدولي» في العمليات العسكرية لاستعادة تكريت، فيما جرى إعلان تصريحات واضحة. وكانت فصائل، أبرزها «عصائب اهل الحق» و»كتائب حزب الله» وحركة «النجباء» ومنظمة «بدر» وحديثاً «سرايا السلام»، تشارك في المعارك.
وقالت القيادة العامة لـ»سرايا السلام»، التابعة للسيد مقتدى الصدر، «فؤجئنا بالحكومة وموقفها طلب مشاركة القوات الاميركية الغازية في المعارك ضد الدواعش». ورأى البيان ان مشاركة «التحالف» تعني «حماية الدواعش من جهة ومصادرة الانتصارات التي حققها ابناء العراق من جهة اخرى». وأضاف ان «سرايا السلام تعلن انسحابها من اي عملية تحرير لمدن العراق بوجود تدخل اميركي وقح».
بدوره، قال الأمين العام لحركة «النجباء»، الشيخ اكرم الكعبي، إن الحكومة اتفقت مع «التحالف» دون ان تسأل القيادات الميدانية. وأوضح ان «قواتنا باقية وعلى اتم الجاهزية لاستهداف القوات الاميركية وسنسحقهم مع صنيعتهم من الدواعش... وعلى الحكومة تحمل مسؤوليتها الوطنية وأخذ قرار في هذا التدخل السافر».
من جهته، قال الشيخ جاسم، وهو عضو المكتب السياسي لـ»كتائب حزب الله» التي اعلنت في بيان انها سحبت جزءا من قواتها من محافظة صلاح الدين، ان «هذه العملية فيها نتائج سلبية وربما الحكومة ستدرك هذا في الايام المقبلة». وأضاف: «كنا نتمنى ان يراجعوا (الحكومة) الحساب اكثر والا يخضعوا للضغوط الخارجية».
وقد أكد قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط، الجنرال لويد اوستن، خلال جلسة في مجلس الشيوخ أمس، أن قوات «الحشد الشعبي» انسحبت من الهجوم على تكريت وأن نحو اربعة الاف عنصر من القوات الخاصة والشرطة العراقية يشاركون حاليا في العملية الجارية لاستعادة المدينة من تنظيم «داعش». وقال «ليسوا جزءا من عمليات التطهير في تكريت»، مبيناً أن واشنطن جعلت من وضع خطة متماسكة وانسحاب «الحشد الشعبي» شرطين مسبقين لدخولها الحملة. وقال أوستن «عندما لُبي هذان الشرطان... استطعنا عندها أن نمضي قدما». وتابع قوله «وأود أن أوضح يا سيدي أنه بعد (الخدمة) ثلاث مرات في العراق وقيادة جنود جرى التعامل معهم بوحشية على يد بعض هذه الميليشيات الشيعية، فأنا لن أنسق أو أتعاون مع الميليشيات الشيعية... وأتمنى الا نفعل ذلك على الاطلاق».
إلى ذلك، افادت مصادر متطابقة ان اجتماعات سيعقدها الامين العام لمنظمة «بدر»، هادي العامري، مع عدداً من الفصائل لبحث «تدخل التحالف الدولي في الهجوم على تكريت». واكدت المصادر انه «اذا اصر التحالف والحكومة على هذه المشاركة فإنّ الفصائل ستنسحب من اقتحام تكريت وتوكل المهمة الى الشرطة والجيش دون تعاونها معهما».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)