بعد فترة من البرودة في العلاقة بين الحكومتين السورية والعراقية، زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري العاصمة السورية دمشق أمس، لتتجه العلاقات بين دمشق وبغداد إلى المزيد من التحسن. وكان رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي قد أوفد مستشار الامن الوطني فالح الفياض إلى دمشق في أيلول الفائت، حيث استقبله الرئيس بشار الأسد.
لكن منذ زيارة الفياض، انخفض التواصل بين البلدين إلى مستوياته الدنيا، بحسب ما أكّدت سابقاً مصادر سورية رسمية لـ"الأخبار"، لافتة إلى أن العلاقات بين بغداد ودمشق كانت في عهد رئيس الحكومة العراقي السابق نوري المالكي أفضل ممّا كانت عليه في عهد خلفه العبادي. لكن زيارة الجعفري أمس أتت لتتوّج اتصالات بعيدة عن الأضواء بين مسؤولي البلدين، وبينهم وبين مسؤولين إيرانيين، فتحت الباب أمام رفع مستوى التعاون مجدداً بين بغداد ودمشق. وتعوّل سوريا على العراق للتخفيف من آثار الحصار المفروض عليها غربياً وخليجياً، وهو ما بدا جلياً في حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي "إن ثقتي كبيرة بالقادة العراقيين أنهم لن يألوا جهداً في كسر الحصار المفروض على سوريا".
واستقبل الأسد أمس الجعفري الذي قال إن "سوريا تدافع عن دول الجوار من موقع الاحساس بالمسؤولية". ونبّه الجعفري الى أن "الإرهاب على سوريا والعراق ليس خطراً على البلدين فقط، بل سيطال جميع الدول إن لم يكن هناك تعاون". وعبّر عن أمله "بارتقاء مستوى التنسيق (بين البلدين) الى الأعلى كي نواجه الخطر المشترك". من جانبه، تمنّى المعلم "أن تقوم مصر بلعب دورها التاريخي وما يمليه عليها الواجب"، لافتاً الى أن "التاريخ أثبت أن سوريا ومصر والعراق تستطيع تغيير مجرى الأحداث في المنطقة".
(الأخبار)