وجّه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اللوم في مسألة «الصعود السريع لداعش» إلى سلفه الرئيس جورج بوش، على اعتبار أنّ نمو هذا التنظيم ناتج من عملية اجتياح العراق عام 2003. وقال أوباما، في تصريحات نشرها موقع «فايس» الإلكتروني: «هناك أمران: الأول أنّ (داعش) هو نتاج مباشر للقاعدة في العراق التي نمت بسبب اجتياحنا للعراق. وهذا أمر يعتبر مثالاً للآثار غير المتعمدة. وهذا ما يجبرنا أيضاً على تحديد أهدافنا قبل» القيام بالعمليات. وتابع الرئيس الأميركي بالقول إنه في الوقت الراهن «لدينا تحالف مكوّن من 60 دولة. سنعمل بتمهل على إبعاد (داعش) خارج العراق»، مضيفاً أنه على «ثقة» بتحقيق ذلك.
في غضون ذلك، وبعيداً من العمليات العسكرية الأميركية في العراق تحت غطاء «التحالف الدولي»، لا تزال العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة العراقية في مدينة تكريت تترنح بين الاندفاع نحو التقدّم والتريّث ريثما تتوافر العوامل اللازمة لإطلاق عملية نهائية تستعيد بقية المناطق في المدينة، التي يظهر أنها باتت تحتاج إلى مزيد من التعزيزات العسكرية.
«الحشد الشعبي»: «داعش» استخدم الكلور في صلاح الدين وديالى

وفي هذا السياق، أكد المتحدث العسكري باسم «الحشد الشعبي»، كريم النوري، في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن تنظيم «داعش» استخدم غاز الكلور بكثافة في محافظتي صلاح الدين وديالى. وأوضح النوري أن «الغاز المستعمل من قبل داعش معبأ في أسطوانات ملحقة بالعبوات الناسفة، التي غالباً ما تُفجّرها عن بعد قواتنا ومقاتلو الحشد الشعبي في ميادين المعارك في ديالى، شمال شرق العراق».
ولمّح إلى أن عدد الإصابات التي وقعت جراء غاز الكلور، حتى الآن، «بلغت إصابتين لمقاتلين من الحشد، لم تكن حالتهما خطرة، إذ أصيبا بأعراض قيء، عندما حررنا سد حمرين في مركز محافظة ديالى، قبل أسابيع».
وذكر النوري أن غاز الكلور ما زال يستخدم من قبل تنظيم «داعش»، في المعارك الدائرة داخل محافظة صلاح الدين، مشيراً إلى أنه لا تأثيرات لغاز الكلور على القوات المشاركة في العمليات الميدانية «لاتخاذنا إجراءات احترازية عديدة، إضافة إلى تفجيرها عن بعد في الهواء الطلق، وغالباً ما يتصاعد من هذه العبوات المزودة بأسطوانات الكلور، دخان أصفر أو أزرق».

السعودية تنهي تدريبات حدودية

أنهت، أمس، قوات من عدة أجهزة أمنية سعودية تمارين عسكرية استمرت أسابيع على الحدود العراقية التي شهدت مطلع العام هجوماً أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين. وشاركت قوات حرس الحدود وأجهزة أخرى من وزارة الداخلية في التمارين التي أُجريت بشكل يومي كأول تمارين «تكتيكية مشتركة» شمال مدينة عرعر، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية. وكانت التمارين قد بدأت الشهر الماضي.
وذكرت الوكالة السعودية أن أحد التمارين تضمن صد محاولة لمهاجمة الحدود بمركبات، وقد شاركت فيه قوات حرس الحدود ومركز التحكم المتطور للسياج الحدودي والجمارك واجهزة اخرى. وقد دُشِّن السياج المزدوج والمزود بنظام مراقبة متطور جداً في أيلول الماضي، في إطار التدابير المتخذة من قبل الرياض لحماية أراضيها.
وعند الحدود الجنوبية للعراق أيضاً، قالت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إن ثلاثة عراقيين قتلوا أمس، حين انفجرت شاحنة ملغّمة في محافظة البصرة العراقية قرب الحدود مع الكويت. ونقلت الوكالة عن قائمقام قضاء الزبير، طالب الحصونة، قوله إن خمسة آخرين أصيبوا في الانفجار الذي وقع في شاحنة في مرأب عام على جانب طريق يبعد 11 كيلومتراً عن ميناء أم قصر العراقي و12 كيلومتراً عن منطقة سفوان الحدودية.
وذكرت مصادر في الشرطة في العراق أن الضحايا مدنيون. وأضافت أن السلطات العراقية تفرض إجراءات أمن مشددة في ميناء أم قصر ولا تسمح للعربات الضخمة بالعبور.
وقال شاهد إن الانفجار وقع في الصباح في شاحنة بمقطورة تحمل لوحة معدنية صادرة من محافظة الأنبار بغرب العراق حيث ينشط متشددو تنظيم «داعش». وأضاف الشاهد الذي قدم نفسه باسم أبو زياد أنه كان يتناول الإفطار مع سائقين آخرين حين جاء سائق وفصل المقطورة وابتعد بالعربة. وتابع: «سمعنا انفجاراً قوياً وظننا أن صهريجاً انفجر ثم رأينا أن مقطورة هي التي انفجرت».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)