مع أن الغالب على تفسير المواقف التي يتم إطلاقها عشية يوم الانتخابات الإسرائيلية، أنها ليست سوى محاولة لكسب المزيد من الأصوات، ولليوم الذي يلي الانتخابات خياراته، لكن مواقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي أعلن فيها لاءاته الثلاث أمام عشرات الآلاف من الجمهور اليميني في تل أبيب، ودفن فيها مشروع الدولة الفلسطينية، لا انسحاب، ولا تنازل، ولا تقسيم القدس، كشفت من ناحية أخرى عن حقيقة مواقفه وعن سياسة فعلية نفذها خلال السنوات الستّ الماضية.
وتكشف هذه المواقف أيضاً عن أن نتنياهو يدرك أن هذا النوع من المواقف هو الذي يرضي الجمهور ويكسبه المزيد من الأصوات. أما بخصوص تعارض هذا الموقف مع خطابه في جامعة «بار إيلان» عام 2009، فأوضح نتنياهو، كما نقل موقع صحيفة «معاريف»، أن «هذا الاعتراف لم يعد قائماً»، والسبب أن موقفه في حينه كان «قبل العاصفة العربية»، مضيفاً أن «الواقع تغير، ولا يوجد الآن شريك، وسنحافظ على الأمن، ومن غير الممكن تنفيذ خطاب بار إيلان، بل يوجد هناك إرهاب».
مع ذلك، تعكس مواقف نتنياهو التي كان يتجنب التصريح بها مباشرة خلال فترة حكمه، وإن كان ينفذها من الناحية العملية، أن لديه قلقاً جدياً من حصول مفاجآت من الانتخابات، ويؤكد أيضاً أن ما تتوقعه استطلاعات الرأي عن تراجع شعبيته ينطوي على صدقية معتبرة لديه. وربما كان نتنياهو قد أقدم على الاطلاع على استطلاعات لم تُعلَن، الأمر الذي رفع درجة القلق والتوتر لديه.
في نفس السياق، أكد نتنياهو أن «الخطوة الأولى التي سأقدم عليها بعد الانتخابات سأتصل بحزب «البيت اليهودي»، وسأشكل حكومة قومية، ولا يوجد هنا أمل بحكومة وحدة»، في إشارة إلى إشراك المعسكر الصهيوني. ولفت نتنياهو إلى أنه «لا يوجد ما نتحد حوله «وعلى على الجمهور أن يحسم قراره، حكومة برئاستنا أو حكومة ضعيفة».
الخلفيات نفسها، تنطبق أيضاً على مواقف رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي تعهد بأنه إذا تولى حقيبة الأمن، فإنها ستكون المعركة الأخيرة مع حركة حماس. وأضاف: «لن نصل معهم إلى اتفاقات وتفاهمات. والاتفاق الوحيد الذي من الممكن التوصل إليه هو أن يكونوا مدفونين تحت التراب».