عشية فتح صناديق الاقتراع، يحاول كل زعيم إسرائيلي الإدلاء بما في جعبته من أوراق يرمم فيها مكانته ويلتف فيها على خصومه. لكن رئيس "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان، اختار اقتحام المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، في محاولة لترميم مكانته التي تدهورت كثيراً، خاصة أن سيناريو فشله في تجاوز نسبة الحسم لم يعد أمراً مستبعداً.وفي ضوء تراجع حزب "الليكود" في استطلاعات الرأي، يحاول بنيامين نتنياهو استنفاد جهوده ويطرق كل الأبواب المتاحة للحدّ من هذا الانحدار ومحاولة التغلب على منافسه «المعسكر الصهيوني» برئاسة يتسحاق هرتسوغ، خاصة بعدما أظهرت آخر الاستطلاعات أن الأخير يتقدم عليه بأربعة أو خمسة مقاعد. وعلى هذه الخلفية، كثَّف نتنياهو من لقاءاته مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتحديداً مع محطة الإذاعة المحلية، التي تشير إلى قلقه من نتائج الانتخابات.

وجديد أساليب نتنياهو، ما كتبه على صفحته في «الفايس بوك»: «إذا كنت سأختار، فسيكون موشيه كحلون وزير المالية في حكومتي، بغض النظر عن المقاعد التي سيحصل عليها في الانتخابات». وفي محاولة لاستقطاب الناخبين الناقمين على سياساته، واستعادتهم إلى حزب الليكود، أضاف نتنياهو: «في ظل رئاستي للحكومة سنعمل سوية (مع كحلون) لخفض أسعار السكن».
في المقابل، عقَّب كحلون على اقتراح نتنياهو، بالقول: «قبل 48 ساعة من الانتخابات، لم يكن هناك شك في أن هذه الخدعة ستأتي». ورأى أن هدفه من وراء إطلاق هذا الموقف محاولة «تقليل الأصوات التي سيحصل عليها حزب كولانو (الذي يرأسه كحلون) ونقلها لآخرين». وذكَّر كحلون بأن نتنياهو سبق له أن تعهد بتعيينه رئيساً لمديرية أراضي إسرائيل، لكن نتنياهو لم ينفذ وعده.
في السياق نفسه، تحوَّل كحلون إلى بيضة القبان التي يتنافس عليها كل من نتنياهو وهرتسوغ، الذي أوضح للإذاعة الإسرائيلية أن رئيس حزب «كولانو» شريك مهم في أي حكومة قد يتولى رئاستها، لكنه لم يتعهد بمنحه حقيبة المالية.
وضمن إطار التنافس على أصوات الكتلة اليمينية، رأى رئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينيت، أنه بعد الانتخابات سيتحد مع نتنياهو وسيؤسس معه «كتلة تقنية» بهدف منع تشكيل حكومة يسارية. ويبدو أن هدف بينيت من هذا الإعلان، القول للناخب إن التصويت لحزبه لن يؤثر بفرص نتنياهو في تشكيل الحكومة باعتباره أمراً مضموناً. في المقابل، رد نتنياهو على هذه المقولة بالتأكيد أن مصطلح "كتلة تقنية" لا وجود له في نظام الانتخابات في إسرائيل ومن ثمّ فليست له صلاحية، مضيفاً أن «ليس هناك وسيلة أخرى لمنع خطر حكومة يسارية سوى التصويت لحزب اللّيكود".
وفي الوقت الذي رفض فيه نتنياهو إمكانية تشكيل حكومة وحدة يشارك فيها «المعسكر الصهيوني»، رأى أن الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، لا يمكنه إملاء حكومة وحدة، مشدداً على «أنني لن أذهب إلى حكومة وحدة، وأعتقد أن مصيرها الفشل قبل أن تبدأ ولايتها لأنه في الحقيقة توجد هوة سحيقة بيننا». وأضاف نتنياهو أن «الرئيس سيكلف أحدنا بتشكيل الحكومة، ولن يقرر ولا يمكنه أن يقرر، وأمل أن يعمل بموجب صلاحياته».
من جهته، يحاول ليبرمان، تعويم مكانته الشعبية التي عكستها استطلاعات الرأي. وجديد خطواته، محاولة تقديم صورة أكثر يمينية واستفزازية للعرب في فلسطين. إذ اقتحم ليبرمان بحماية جيش العدو، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، قبل يومين من الانتخابات. ونقلت القناة الثانية عن ليبرمان قوله، إن حزبه «جزء لا يتجزأ من المعسكر الوطني» في إشارة إلى معسكر اليمين. وكرر أيضاً دعوات سابقة له للقضاء على حركة حماس، ورفض أي انسحاب من الضفة الغربية كما حصل في قطاع غزة عام 2005.