باتت السيطرة على بلدة دورين، في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، التي حرّرها الجيش قبل أسبوع بالتمام، تشكل هاجساً لمسلّحي «جبهة النصرة» وتنظيمات «جهادية» أخرى، جرى استقدام بعضهم من ريف إدلب الملاصق لتلك المنطقة. ففي اليومين الماضيين، شن المسلّحون هجومين متعاقبين لاستعادة البلدة، التي يتمركز فيها الجيش السوري ووحدات من «الدفاع الوطني»، على أمل الوصول إلى جبل دورين الاستراتيجي، المطل على البلدات والقرى التي يسيطر عليها المسلحون في تلك المناطق.
الهجوم الأول بدأ يوم أول من أمس، ورافقه إعلان بعض صفحات معارضة عن سيطرة «جبهة النصرة» على دورين، وهو ما نفاه عناصر من الجيش و«الدفاع الوطني» من داخل البلدة. تلا ذلك هجوم آخر شنه المسلّحون يوم أمس، أفلح عناصر الجيش في صده وإيقاع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، الذين جرى نقل معظمهم إلى ناحية سلمى، المعقل الأبرز لمسلّحي ريف اللاذقية الشمالي، وسط إطلاق نداءات استغاثة على صفحات المعارضة لتوجه سيارات الدفع الرباعي باتجاه مواقع الاشتباك للمشاركة في إسعاف المصابين. في المقابل، استشهد ثلاثة عناصر من الجيش وجرح عدد آخر أثناء الدفاع عن البلدة. وعقب هجوم أمس، أصدرت «جبهة النصرة» بياناً أقرّت فيه بعدم سيطرتها على دورين، خلافاً لما كانت قد أعلنته صفحاتها وصفحات حلفائها طوال اليومين السابقين. ففي البيان الذي أطلقت عليه الرقم واحد، قالت «النصرة» إن مسلحيها اقتحموا «بلدة دورين دون وجود مقاومة تذكر» و«غنموا» عتاد الجيش، بعد «قتل وجرح العشرات منه...». وختم البيان بأن مسلحي «النصرة» انسحبوا من البلدة.
ويقول مصدر عسكري لـ«الأخبار»: «يشن المسلّحون هجماتهم على البلدة باستماتة، والسبب في ذلك يعود إلى حاجتهم الماسة لاستعادة الجبل الملاصق للبلدة لكونه تحول إلى مصدر التهديد الرئيسي لبقائهم في ريف اللاذقية الشمالي، حيث يكشف هذا الجبل كل مواقعهم في ناحية سلمى والقرى المجاورة»، إضافة إلى «محاولات ترميم معنوياتهم بعد خسارتهم النقاط الاستراتيجية التي يسيطرون عليها». كذلك استهدف الطيران الحربي مواقع للمسلّحين في بلدات سلمى والزويك ومرج شيلي وكتف الرمان، ما أسفر عن مقتل 5 مسلّحين، بينهم ليبيان ومصري وأردني. وفي حمص، فجّر مسلّحو “داعش» سيارة مفخخة في حاجز للجيش بالقرب من سد حنورة، شرقي بلدة الفرقلس، على طريق حمص ــ تدمر، ما أدى إلى استشهاد 4 جنود وإصابة 15 آخرين. وذكرت مصادر ميدانية أن التفجير «استهدف خطين للغاز يتقاطعان في تلك المنطقة، الأمر الذي سيكون له تأثيرات سلبية على وضع الكهرباء في المحافظات الوسطى والجنوبية على مدى أيام».
أما في جنوبي دمشق، فتُرجم خروج «جبهة النصرة» من بلدتي ببيلا وبيت سحم إلى مخيم اليرموك، الذي جرى خلال الأيام الماضية، بتوقيعها اتفاق انسحاب مع تنظيمي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، اللذين توليا وساطة إنهاء النزاع بين «النصرة» ومسلّحي البلدتين. وبموجب الاتفاق «يضمن الوسطاء لجبهة النصرة عدم تسليم البلدتين إلى الجيش السوري، مقابل خروجها نهائياً منهما ووقف القتال مع مسلحيهما». إلى ذلك، اغتال مسلّحون مجهولون عضو مجلس محافظة دمشق، مهنا جبارة، أمام منزله في حي التجارة في العاصمة.
وفي حلب، صد الجيش هجوماً للمسلّحين على منطقة حلب القديمة، فيما دارت اشتباكات عنيفة في حي الحمدية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المسلّحين.
وفي ريف الحسكة، وسّع «داعش» من نطاق هجماته على كل من مدينة رأس العين وتل تمر، شمالي غربي المحافظة. فقد شن التنظيم يوم أمس هجوماً عنيفاً على قرية العالية، القريبة من رأس العين، تمهيداً للهجوم على المدينة.