الحسكة | معارك كسر عظم تخوضها «وحدات حماية الشعب» ضد «داعش» في عدد من مدن محافظة الحسكة وبلداتها، وسط حالة كر وفر في بعض المناطق، واتساع دائرة المواجهات لتشمل محيط مدينة رأس العين، حيث شنّ «داعش» هجوماً عنيفاً على مواقع «الوحدات» في الريف الجنوبي والغربي، سيطر خلالها على قرى تل خنزير وتل غزال وخربة البطانة القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا، والبعيدة قرابة 20 كم غرب مدينة رأس العين. كذلك تتركز الاشتباكات في بلدة المناجير وقرية الهراس في الريف الجنوبي، وسط معلومات عن استقدام تعزيزات كبيرة من الطرفين إلى المنطقة وسقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف الطرفين.
التنظيم استخدم في الهجوم عدداً من الدبابات والأسلحة الثقيلة، بعد أن استقدم تعزيزات من الرقة وسلوك وتل أبيض بهدف السيطرة على مدينة رأس العين، مستغلاً انحسار استهداف طائرات «التحالف الدولي» لمواقع التنظيم في عموم محافظة الحسكة بعد أسبوعين حافلين من الاستهدافات أدت إلى تقدم كبير لـ«الوحدات»، وسيطرتها على بلدتي تل براك وتل حميس. الناطق باسم حزب الاتحاد الديموقراطي نواف خليل أكد لـ«الأخبار» أنّ «الهجوم على سري كانيه (رأس العين) هدفه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة»، متهماً «الائتلاف الوطني والمجلس الوطني السوريين والحكومة المؤقتة بتشجيع داعش على تنفيذ هجماتها، من خلال اتهامات كاذبة للوحدات بارتكاب انتهاكات بحق إخوتنا العرب في المنطقة». بدورها، مصادر ميدانية أعادت انحسار غارات «التحالف» في المنطقة إلى «تهديد داعش بإعدام المختطفين الآشوريين في حال استمرار استهداف طيران التحالف مواقعها في المنطقة».
من جهتها، رأت مصادر أخرى أنّ «السبب يعود لتقديم الائتلاف الوطني شكوى للتحالف ضد الوحدات، واتهامها بارتكاب مجازر بحق المدنيين في بلدتي تل براك وتل حميس». وأضافت المصادر أن «التحالف يطالب الوحدات بإشراك القوى المعتدلة من الجيش الحر في إدارة المناطق المحررة». وفي السياق، استعادت «الوحدات» السيطرة على قريتي تل جداية والخريطة بعد اشتباكات مع «داعش»، في وقت استهدف فيه التنظيم قرية أم الكيف على طريق تل تمر رأس العين بأربع عشرة قذيفة هاون سقطت اثنتان منها داخل كنيسة مار توما، ما أدى إلى أضرار مادية. كذلك استمرت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في قرى الأغيبش وتل نصري وتل شاميرام، وسط معلومات عن سقوط ضحايا من الطرفين. وفي ريف تل براك استعاد «داعش» السيطرة على قرية أم الشوف بعد معارك مع«الوحدات» التي انسحبت نحو قرية السلطانية المجاورة لبلدة تل براك من الجهة الجنوبية. يأتي ذلك في وقت نشرت فيه مواقع مقرّبة من التنظيم صوراً لجثث ثمانية أشخاص قالت إنها لعناصر من «وحدات الحماية» قتلهم التنظيم في معارك تل براك الأخيرة.
في موازاة ذلك، شهدت مدينة الشدادي وبلدة الهول استقدام تعزيزات لـ«داعش» من العراق وريف دير الزور بهدف وقف تقدم «الوحدات» باتجاه الهول، التي تبعد عنها «الوحدات» نحو 17 كم، وسط معلومات عن حشد التنظيم قواته لاستعادة السيطرة على بلدة تل حميس التي خسرها منذ أسبوعين.
إلى ذلك، نفى مصدر في «المفوضية العليا للانتخابات» في «الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة» لـ«الأخبار» ما جرى تداوله «عن تأجيل انتخابات البلديات المقررة يوم غد الجمعة»، مؤكداً أنّ «الانتخابات ستقام في موعدها». يأتي ذلك وسط مقاطعة من أحزاب «المجلس الوطني الكردي» (المقربة من رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني)، التي هددت بالانسحاب من «اتفاق دهوك» واعتباره مُلغىً إذا جرت الانتخابات في موعدها، ما يعيد الخلافات الكردية الكردية في سوريا إلى الواجهة من جديد.