نظرية المؤامرة وصلت إلى تل أبيب. رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اتهم ما سماه المجتمع الدولي، بالعمل على إسقاطه وحزبه «الليكود» في الانتخابات المقبلة للكنيست، محذراً مؤيديه من النتائج غير المضمونة للانتخابات، كما يظهر في استطلاعات الرأي.وذكرت الإذاعة العسكرية أمس، أن اتهامات نتنياهو للمجتمع الدولي، جاءت في سياق لقاء خاص أجراه قبل يومين لنشطاء من «الليكود»، أكد فيه ضرورة التعامل بجدية مع استطلاعات الرأي، إذ إنه «سباق (انتخابي) متقارب للغاية، ولا شيء مضمون، لأن هناك جهداً عالمياً ضخماً لإسقاطي وإسقاط حكم الليكود».

وبحسب الإذاعة، كانت أقوال نتنياهو تشير إلى أصوات تعالت في حزب الليكود أخيراً، من أن جهات خارجية تمول حركات يسارية إسرائيلية تعمل علناً على إسقاط نتنياهو، وتدعو إلى التصويت لأحزاب وسط - يسار المنافسين له.
وفي السياق الانتخابي أيضاً، دعا وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، إلى تبين «تسوية إقليمية» للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى ضرورة تطوير العلاقات مع دول ليس لإسرائيل مشاكل معها، كما هي حال الدول الخليجية والسعودية.
وقال ليبرمان: «إنها المرة الأولى التي فهموا (الدول الخليجية) فيها أن التهديد الحقيقي ليس إسرائيل ولا الصهيونية ولا اليهود، بل «داعش» و«القاعدة» و«الإخوان المسلمون» و«حماس» والنووي الإيراني».
دعا ليبرمان إلى تبين «تسوية إقليمية» للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية

وأضاف ليبرمان أن «هذه الدول (الخليجية) تريد تسوية إقليمية، والموضوع الفلسطيني يمكن أن يكون فقط جزءاً منها، أي: علاقات كاملة مع الدولة العربية، مع حل لقضية عرب إسرائيل، ومن ثم يأتي الموضوع الفلسطيني. لكن يجب التأكيد أن أي تسوية أو حل لا يكون مع رئيس السلطة، محمود عباس، أو مع حركة حماس، فهذه تسوية لا تتعدى كونها حديثاً فارغاً».
وأظهر أحدث استطلاع للرأي حول الانتخابات العامة الإسرائيلية، بثت نتائجه قناة الكنيست أمس، تقدم «المعسكر الصهيوني» المعارض برئاسة رئيس حزب العمل إسحاق هرتسوغ، ورئيسة حزب الحركة، تسيبي ليفني، على حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو. وبحسب نتائج الاستطلاع، سيفوز «المعسكر الصهيوني» بـ 24 مقعداً في الكنيست المقبل، مقابل 21 مقعداً فقط «لليكود».
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن حزب «يوجد مستقبل»، برئاسة وزير المالية السابق، يائير لابيد، المحسوب على وسط الخريطة السياسية في إسرائيل، سيفوز بـ 14 مقعداً، ليحتل المرتبة الثالثة من بين القوى الممثلة في الكنيست المقبل. أما القائمة العربية المشتركة، التي تجمع أربعة أحزاب عربية من فلسطينيي عام 1948، فستفوز بـ 13 مقعداً.
وفي ما يتعلق بالأحزاب اليمينية واليمينية المتشددة، أظهر الاستطلاع أن حزب «البيت اليهودي»، برئاسة وزير الاقتصاد نفتالي بينت، فسيفوز بـ 12 مقعداً، مقابل 9 مقاعد لحزب «كلنا»، المتشكل حديثاً برئاسة الليكودي السابق، موشيه كحلون، أما حزب «إسرائيل بيتنا»، برئاسة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، فسيكتفي بستة مقاعد.
مع ذلك، يظهر الاستطلاع أن تفوق «المعسكر الصهيوني» على «لليكود»، لا يضمن لرئيس حزب العمل، إسحاق هرتسوغ، التكليف بتشكيل الحكومة المقبلة، إذ إن مجموع مقاعد الأحزاب المحسوبة على اليمين واليمين المتشدد، تفوق مجموع مقاعد الوسط واليسار، بما يشمل أيضاً القائمة العربية المشتركة، الأمر الذي يفسر رفضه الاجابة عن سؤال إن كان سينضم إلى حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو، موضحاً أنه لا ينوي إجراء مفاوضات ائتلافية في هذه المرحلة.
وللحصول على أصوات من شريحة فلسطينيي عام 1948، قال إسحاق هرتسوغ أمس، إنه سيسعى إلى أن يكون في الحكومة المقبلة التي سيرأسها «وزير عربي»، مشيراً إلى أن هذا التعيين «منطقي وسليم من أجل كسر التقليد القديم»، في إشارة منه إلى أن تاريخ الحكومات الإسرائيلية لم يشهد تعيين وزير فلسطيني من حاملي الجنسية الإسرائيلية، لا يكون منضوياً ضمن الأحزاب اليهودية.
من جهته، في إطار البحث عن تأييد اليمين الصهيوني على حساب أحزاب الوسط واليسار، هاجم وزير الداخلية من حزب الليكود، غلعاد اردان، رئيس المعسكر الصهيوني هرتسوغ، قائلاً إنه وافق على تقسيم القدس مع السلطة الفلسطينية في إطار المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين، وذلك عندما كان يتنافس في السابق على رئاسة حزب العمل.
وبحسب اردان، فإن رئيسة حزب الحركة، تسيبي ليفني، المؤتلفة مع هرتسوغ في لائحة انتخابية واحدة، تستنكر أعمال الاستيطان في القدس، الأمر الذي يشير إلى أن اليسار يحني رأسه دائماً ويستسلم.
إلى ذلك، توقعت صحيفة «هآرتس» أن لا تصمد الحكومة الإسرائيلية المقبلة، أكثر مما صمدت الحكومة الحالية، مشيرةً إلى أن التقديرات لا تعطي حكومة تتشكل في أعقاب الانتخابات، أكثر من سنتين.
وبحسب الصحيفة، يجب الافتراض أنها ستكون مؤسسة مشلولة على غرار الحالية، وذلك نتيجة لأسلوب الحكم المتبع، إذ إن الحزبين الكبيرين، المعسكر الصهيوني و«الليكود»، سينال كل منهما 23 مقعداً فقط، وهي قوة محدودة وصغيرة لا تتيح تشكيل حكومة قادرة على أداء مهماتها، وستكون تحت رحمة الأحزاب الصغيرة وابتزازها، التي بمعظمها أحزاب متشددة ومتطرفة.