وصلت الحملة العسكرية في محافظة صلاح الدين إلى مدينة تكريت، وذلك بعد السيطرة على مجمل المناطق المحيطة والقريبة، مثل ناحية العلم (شرق) وقضاء الدور (جنوب). وأكدت مصادر أمس أنّ القوات العراقية والقوى المساندة لها سيطرت على بلدة العلم، وبذلك تكون قد مهدت الطريق أمام الهجوم المرتقب لاستعادة المدينة من تنظيم «داعش». واتسمت الحملة المستمرة منذ عشرة أيام بإحراز تقدم تدريجي ومطّرد، لا بشن هجمات سريعة، فيما تُطرح علامات استفهام حول مسارات المعركة لاستعادة المدينة.
وقال مدير ناحية العلم، ليث الجبوري، أمس: «أعلن رسمياً أن الناحية (العلم) تحت السيطرة الكاملة». وأضاف لوكالة «رويترز»: «نحن فرحون بهذا الانتصار، ونريد أن تكون العلم نقطة انطلاق لتحرير تكريت والموصل».
جلسة برلمانية حول نتائج
أعمال اللجنة التحقيقية
بخصوص «جريمة سبايكر»

وفي حديث صحافي، قال النائب العراقي مستشار الأمن القومي السابق، موفق الربيعي، إن تنظيم «داعش» قد حوّل مدينة تكريت إلى «مدينة مفخخة جاهزة للتفجير، حيث ينتشر فيها حالياً ألف عنصر للتنظيم من جنسيات أجنبية وعراقية» (بحسب ما نقلت وكالة فارس). وأشار إلى أنّ «التقدم الذي تحرزه القوات الأمنية بعملياتها العسكرية في قاطع محافظة صلاح الدين هي انتصارات تعبوية تكتيكية ستقودنا إلى تحقيق الانتصار الاستراتيجي الذي يتمثل باسترجاع مدينة تكريت»، لافتاً إلى أنّ «المدينة تحتاج إلى وقت وتضحيات بالأموال والأرواح من أجل استرجاعها من داعش».
بدوره، نقل محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، عن قائد عمليات صلاح الدين، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قوله إثر لقاء جرى بينهما أمس، إنّ «القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر يحررون ناحية العلم، ودخول تكريت سيكون خلال ساعات من المحاور الأربعة»، فيما نشر عدد من قادة «الحشد» صوراً لهم عند مداخل تكريت الجنوبية والشمالية.
في غضون ذلك، أرسل تنظيم «داعش» تعزيزات إلى تكريت من أجزاء أخرى على مسافة أبعد شمالاً، في وقت كانت قد بدأت فيه قوات «البشمركة» هجوماً معاكساً في كركوك المحاذية، من دون معرفة إن كان الهجوم سيكتفي بقطع آخر طرق إمداد «داعش» أو أنّ هدفه تحقيق تقدّم يرسم حدوداً لقوات «الحشد الشعبي» في المرحلة المقبلة. وقال القيادي في «البشمركة»، اللواء عمر حسن، إن قواته ستمضي في هجومها. وأوضح أنّ قواته كانت قد توقفت في منطقة تعرف باسم كواس، لكنها ستستأنف تحركها خلال الأيام المقبلة.
وتسير التطورات في صلاح الدين في وقت كان البرلمان ينهي فيه، أمس، «قراءة تقرير عن نتائج أعمال اللجنة التحقيقية بخصوص جريمة (قاعدة) سبايكر (في صلاح الدين)» التي ذهب ضحيتها المئات من الجنود العراقيين والمتطوعين. وكانت هناك مخاوف من أن تسعى قوات الأمن والمساندون لها للانتقام والثأر لعمليات القتل في «قاعدة سبايكر».
وعن التحقيقات، اعتبر رئيس البرلمان، سليم الجبوري، أنّ «ما جاء في التقرير لا يرتقي إلى حجم الجريمة النكراء ومستواها... دون أن يعني ذلك الطعن بحيادية اللجنة التحقيقية... خصوصاً مع وجود تساؤلات عن مصير المفقودين والمسؤولين عن الجريمة»، داعياً اللجنة «إلى إكمال عملها بالتعاون مع الجهات التنفيذية المختصة». فيما رأى النائب الربيعي أنّ «التقرير مخيب للآمال، وأحسسنا بأنه أدان الضحية»، معتبراً أنه «افتقر إلى الكثير من المهنية واتصف بالعمومية ولم يتحدث عن الأسباب». (رابط نص التقرير على موقعنا)

الموصل: تنسيق أميركي ــ تركي

وبالتوازي مع تلك التطورات، كانت القوات العراقية، بقيادة الفرقة الحادية عشرة من الجيش، تستعيد السيطرة على بلدة الكرمة الاستراتيجية في طريق زحفها صوب مدينة الفلوجة التي تخضع لسيطرة تنظيم «داعش»، في مشهد يشير إلى أنّ هذه المدينة والرمادي ستكونان عنواناً للمعارك المقبلة في المحافظة التي تعد الأكبر في البلاد والتي تتقاسم حدوداً مع ثلاث دول (سوريا، الأردن والسعودية).
كذلك، تشي التطورات بين صلاح الدين والأنبار باقتراب الهجوم الأهم، على مدينة الموصل في محافظة نينوى، وتشير الأحداث، أيضاً، إلى أنّ هناك سباقاً يجري على الأرض بين عدد من القوى تحضيراً لتلك المعركة. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أمس أنّ قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، الجنرال لويد اوستن، سيزور أنقرة اليوم للتباحث بشأن العملية في الموصل ضد «داعش»، وسيلتقي قائد الأركان التركي، الجنرال نجدت أوزال. وسيدور بحث أيضاً، بحسب الصحيفة، حول الاتفاق الموقع بين الدولتين أخيراً لتدريب عناصر «المعارضة السورية المعتدلة». وذكرت الصحيفة أنّ أوستن كان في الأردن قبل زيارته المرتقبة اليوم لتركيا.
(الأخبار، رويترز)

■ للاطلاع على التقرير أنقر هنا