الحسكة | ساعة واحدة فتح فيها مسلحو «داعش» المعبر النهري الذي يربط الأحياء الواقعة تحت سيطرته بالأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري، والتي لم يتمكّن فيها الناس من إدخال ما يكفي لمساعدة 400 ألف نسمة تحت وطأة الجوع والموت البطيء. يأتي ذلك بالتزامن مع خلوّ أسواق المدينة من مختلف صنوف المواد الغذائية والمحروقات والأدوية، واقتصار المتوافر على الإنتاج المحلي من البقوليات من بصل وبقدوس وخبيز، والتي باتت وجبة رئيسية ومكررة للأهالي الذين يسمح لهم التنظيم بمغادرة هذه الأحياء على ألا يعودوا إليها مرة أخرى.
هذا المشهد المستمر منذ قرابة شهرين ارتفع خلاله سعر ليتر المازوت إلى 800 ليرة سورية، والكيلوغرام الواحد من السكر إلى ألف ليرة. الحكومة حاولت تخفيف الحصار من خلال تسيير جسر جوي إلى المدينة، وخصصت 400 طن من المواد الغذائية والتموينية والأدوية، وصل منها قرابة 100 طن والباقي يصل على دفعات، إلا أن ذلك لا يسد الحاجة كما يجب.
تزامن ذلك مع نجاح الحكومة في إعادة اتصالات شركة MTN إلى المحافظة بعد انقطاع استمر لأكثر من خمسين يوماً. مصدر حكومي أكد لـ«الأخبار» أنّ «جهوداً كبيرة تبذل لمضاعفة الكميات الواصلة من مختلف المواد لتعزيز صمود أهالي دير الزور»، لافتاً إلى أنّ «حلاً جذرياً ليس ببعيد سينهي معاناة الناس سيكشف عنه لاحقاً». المصدر ذاته أضاف أن «الاتصالات القِطرية وشبكة سيرياتيل ستعود خلال فترة قصيرة، إضافة إلى تشغيل شبكات المصارف والانترنت في فترة لاحقة».
ميدانياً، اشتدت وطأة المعارك بين «وحدات حماية الشعب» و«داعش» في شريط قرى الخابور في ريف الحسكة الغربي، بالتوازي مع هجمات التنظيم على قرى في ريف رأس العين الغربي سيطر خلالها على قرية تل خنزير (25 كلم غرب مدينة رأس العين)، واستمرار الاشتباكات في محيط قرية عالية وصوامع الحبوب فيها. يأتي ذلك في محاولة من «داعش» لإشغال «الوحدات» في أكثر من جبهة وإيقاف زحفها باتجاه بلدة الهول الاستراتيجية الحدودية، والتي تعتبر خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين سوريا والعراق.
بدورها القيادة العامة لـ«الوحدات» أصدرت بياناً قالت فيه إن «الحملة التي بدأتها وحداتنا ضد المجموعات الإرهابية في 21 شباط الماضي بهدف تحرير بلدتي تل حميس وتل براك والقرى المحيطة بها بمساعدة المكونات الكردية، العربية، السريانية والآشورية، وبدعم من قوات الأسايش والتحالف الدولي، أنجزت بنجاح مثلما تم التخطيط لها». وأضاف البيان أنّه «بذلك أصبحت مقاطعة الجزيرة مؤمنة وساكنة وكل ذلك بفضل الشهداء والمقاومة العظيمة الذي أبدتها وحداتنا ضد المجموعات الإرهابية».
في سياق آخر، امتلأت شوارع مدن محافظة الحسكة باللوحات الإعلانية لمرشحي مجالس البلديات في «الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة»، والمقرر إقامتها يوم الجمعة في ظل مقاطعة أحزاب «المجلس الوطني» الكردي (المقرّبة من رئيس إقليم «كردستان العراق» مسعود البرزاني) وتهديدهم بالانسحاب من اتفاق دهوك في حال أقيمت الانتخابات.