استجابةً لطلب الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وافقت دول مجلس التعاون الخليجي على عقد مؤتمر في الرياض «للخروج من الأزمة في اليمن». الإعلان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، يوم أمس، يدفع الأزمة إلى مستوى جديد، بعد فشل القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق يحسم نقاطاً خلافية عدة، منها شرعية هادي، وسلطة «أنصار الله» (الحوثيين) في صنعاء، وإعلان الرئيس المستقيل عدن «عاصمة مؤقتة».
ونقلت الوكالة السعودية الرسالة التي وجهها هادي إلى الملك السعودي سلمان، طالباً فيها نقل الحوار إلى مقرّ مجلس التعاون الخليجي في الرياض. واقترح هادي في الرسالة أن يدعى إلى المؤتمر «كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره»، مشدداً على ضرورة أن يهدف المؤتمر إلى التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب»، في إشارة إلى سيطرة الحوثيين على صنعاء، بالتزامن مع استقالة هادي وحكومة خالد بحاح. وفي الرسالة اشترط الرئيس المستقيل الذي يتخذ من مدينة عدن الجنوبية مقراً له، أن يعيد الحوثيون «الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة»، وأن تعود «الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية».
وتابع هادي في رسالته أن الهدف هو استئناف «العملية السياسية» التي بدأت بعد رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بضغط من الشارع في 2012، وتوقفت بعد تصاعد نفوذ الحوثيين بقوة.
من جهته، أعلن الديوان الملكي السعودي، أن السعودية «طلبت من دول المجلس بناءً على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استضافة المؤتمر في الرياض، حيث المقر الرئيس للمجلس وإن دول المجلس وافقت». وقال الديوان، في بيان، إن أمن اليمن «جزء لا يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون الخليجي». ومن المقرر أن تتولى الأمانة العامة للمجلس وضع كافة الترتيبات اللازمة لإجراء المباحثات.
جماعة «أنصار الله»، من جهتها، رفضت نقل الحوار إلى الرياض. ورأى عضو المكتب السياسي في الجماعة، في حديثٍ صحافي، محمد البخيتي، إن هذا الاجراء «يُعدّ إخلالاً بالاتفاقات».
على المستوى الأمني، شهدت بلدة المحفد الواقعة بين محافظتي أبين وشبوة في الجنوب هجوماً شنّه تنظيم «القاعدة» على الجيش اليمني، أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثلاثة بحسب حصيلة غير نهائية، قبل أن تؤكد وسائل إعلام أن «اللجان الشعبية» التابعة لهادي «حرّرت المحفد من القاعدة»، ما نفته مصادر لـ«الأخبار».
وقال تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة» عبر موقع «تويتر»، إن مسلحيه شنوا هجوماً واسعاً على مقر اللواء 39 في المدينة، مشيراً إلى أن الهجوم على اللواء كان من محاور عدة، وأن مسلحيه أسروا 4 جنود خلال الهجوم الذي بدأ فجر اليوم (أمس)».
وبين الحين والآخر، تتعرض مواقع عسكرية وأمنية ومدن يمنية لهجمات ينفذها مسلحو تنظيم القاعدة الذين يخوضون حرباً مفتوحة ضد القوات الحكومية منذ عام 2011.
كذلك، شهدت محافظة البيضاء وسط البلاد، معارك عنيفة ليل الأحد الاثنين، بين الحوثيين وعناصر من «القاعدة» مدعومة بمسلحي القبائل.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)