وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، هو الأنشط من بين السياسيين الإسرائيليين، لتوثيق العلاقات مع الدول العربية المعتدلة وتعزيزها، بحسب ما أكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة، خدمت إلى جانب ليبرمان في الشأن الخارجي والعلاقات مع هذه الدول، التي بمعظمها لا تقيم علاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل.
موقع «واللا» العبري، نقل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين، تأكيدهم أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، منذ عودته إلى الحكم في نسيان عام 2009، نشط ووزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى رئيس جهاز الموساد في حينه، مائير داغان، لإقامة علاقات سرية مع عدد من هذه الدول، التي تصفها إسرائيل بالمعتدلة، مشيرين إلى أن «السياسي الأنشط في كل ما يتعلق بالعالم العربي والاتصالات معه، هو تحديداً اليميني الصقوري، أفيغدور ليبرمان، اذ يعترف خصومه السياسيون بأنه أنشأ شبكة من الاتصالات مع دول الخليج المعتدلة، بعيداً عن وسائل الإعلام وتحت شاشات الرادار، لأنه أراد أن تسير الأمور على هذا النحو».
أسس داغان لتعاون استخباري ممتاز مع الدول العربية «المعتدلة» وصلت إلى مستويات غير مسبوقة

ووفقاً لمصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يضيف الموقع، فإن الدولتين اللتين كانتا محل النشاط الأبرز لليبرمان من بين الدول العربية المعتدلة، هما الإمارات والكويت، مشيراً إلى أن «العلاقات مع الإمارات لم تكن عفوية، بل كانت مقصودة، ذلك أنها تمنح اللجوء السياسي للقيادي الفلسطيني محمد دحلان، العدو اللدود لرئيس السلطة، محمود عباس، الذي يسعى إلى إسقاطه».
وبحسب الموقع، فإن تصريحات دحلان في الماضي تدل على علاقاته مع ليبرمان تحديداً ولقاءاته به، إذ نُشر في الإعلام الغربي أنهما التقيا سراً في العاصمة الفرنسية، ونقل الإعلام أيضاً أن دحلان وصف ليبرمان بأنه «الزعيم الإسرائيلي الملائم للتقدم نحو اتفاق سلام» مع الفلسطينيين.
ونقل الموقع عن ناشط إسرائيلي يعمل في إحدى المنظمات الإسرائيلية التي تدعو لإقامة السلام مع الفلسطينيين، أنه سمع في لقاءات متعددة مع كبار المسؤولين في الدول العربية، ذكرهم لاسم ليبرمان بنحو دائم. وأضاف أن المسؤولين العرب يدركون جيداً ويفهمون اللغة العنصرية لوزير الخارجية تجاه الفلسطينيين في إسرائيل، إلا أن «ذلك لا يعني لهم شيئاً، فليبرمان رجل قوي، ويفهم الخريطة الإقليمية جيداً».
الشخص الوحيد، بحسب «واللا»، الذي تلقى «إطراءات» أكثر من ليبرمان في السياق الإقليمي والعلاقات مع الدول العربية المعتدلة، كان رئيس الموساد السابق، مائير داغان، الذي رافق رئيس الحكومة السابق، ايهود أولمرت، وأيضاً بنيامين نتنياهو طوال عامين كاملين. وقد أجمع المسؤولون الذين التقى بهم الموقع أن داغان حقق اختراقات حقيقية في العلاقات مع الدول العربية «المعتدلة»، وأسس لتعاون استخباري ممتاز مع هذه الدول وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، و«كما أكد وزير إسرائيلي سابق، فإن داغان هو مهندس التوجه الإقليمي والاتصال (الإسرائيلي) مع المحور السني المعتدل» في المنطقة.
وحول الاختلاف في نظرة نتنياهو وداغان للدول العربية وللعلاقات معها، يشير الموقع إلى أن رئيس الموساد السابق يرى وجود صلة مباشرة بين القضية الفلسطينية والدول العربية وتوجهاتها السياسية في المنطقة، فيما ينفي نتنياهو ذلك، ويرى أن القضية فلسطين ليست إلا ضريبة كلامية لدى الزعماء العرب، و«إذا كان ليبرمان قد رأى لفترة طويلة ما يراه نتنياهو، إلا أنه في العام الماضي بدأ يغير أيضاً من نهجه وأفكاره، ويرى صلة قوية بين العرب القريبين (الفلسطينيين)، والعرب البعيدين».
وبحسب التقرير، «يعتقد نتنياهو، أن القادة العرب يبدون اهتماماً فقط لتهديدين اثنين: إيران الشيعية، وإرهاب المتطرفين السنّة، أما لجهة القضية الفلسطينية، فلا يبدون أي التزام حيالها».