يستمر الجيش السوري في خوض معارك الجبهات المفتوحة، من حلب شمالاً إلى السويداء جنوباً، ومن الحسكة ودير الزور شرقاً إلى جبال الساحل غرباً. في ريف اللاذقية، سيطر الجيش، أمس، على قرية دورين، بشكل كامل، بعد السيطرة على تلتها الاستراتيجية في عملية خاطفة، أول من أمس. وأثناء مواصلة القوات تمشيط القرية المشرفة على مصيف سلمى، الذي يعد أهم مراكز مسلحي الساحل السوري، فككت وحدات الهندسة عشرات الألغام وعبوات ناسفة خلّفها المسلحون خلفهم.
على مسافة تقلّ عن 2 كلم جنوب بلدة سلمى، وارتفاع يزيد على 900 متر عن سطح البحر، دعّم الجيش السوري تمركزه، خلال ساعات توقف العملية العسكرية. في القرية التي يعدها العسكريون البوابة الجنوبية لبلدة سلمى، والواقعة شرقي قرية غمام الشهيرة بصواريخها التي تدك وسط مدينة اللاذقية، نصب الجيش متاريسه وبنى تحصيناته. وفي حديث للأخبار، يقول مصدر ميداني: «خلال عملية التثبيت العسكري في قرية دورين، تواصل المدفعية دك مراكز المسلحين في بلدة سلمى. القرية الجبلية الصغيرة، التي جرى تحريرها بعد سنوات من خروجها عن السيطرة، تعد الخطوة الأهم في الطريق إلى السيطرة عسكرياً على مصيف سلمى». ويتابع قوله: «قوة العملية الخاطفة تمثلت في تجاوز الأخطاء، من خلال العمل على جميع الجبهات، وإشغال المسلحين في معظم المراكز المؤدية إلى المنطقة المستهدفة، ما أدى إلى قطع خطوط الإمداد عن دورين وحصارها، بما يضمن سقوط مسلحيها سريعاً، بأقل الخسائر البشرية من قواتنا». ويركز المصدر على إشغال الجيش للمسلحين على جميع جبهات ريف اللاذقية، بدءاً من كسب الحدودية شمالاً، وصولاً إلى دورين شرقاً. ويشير إلى أن تركيز المسلحين سيكون على تحصين جبهتهم في جبل النوبة المطل على سلمى. وتكمن أهمية السيطرة على قرية دورين الجبلية، بحسب المصدر، من خلال مكان تثبيت الجيش ضمن منطقة حصينة، تتركز فيها كتل بناء، تسمح بإدخال آليات الجيش وبإخفائها وإعدادها قريباً من بلدة سلمى. وتقدر مصادر ميدانية أُخرى خسائر الجيش، خلال إتمام المرحلة الأولى من العملية العسكرية في ريف اللاذقية، بـ10 شهداء وعدد من الجرحى. وكانت القوات السورية قد سيطرت، أول من أمس، على عدد من المرتفعات الحاكمة لقرية دورين، أعلاها تلة دورين، إضافة إلى مرتفعات كتف الغنة والغدر وكتف المنازل، ما جعل التقدم أسرع داخل القرية. وتأتي العملية بعد أشهر من محاولات الجيش السيطرة على القرية التي تعد مفتاح جبل الأكراد، بحسب وصف وسائل إعلام المعارضة، إذ أخفقت عملية عسكرية بدأها الجيش في تشرين الأول الماضي، في السيطرة على دورين وسلمى، إثر عملية تحرير كسب الحدودية مباشرة.

الجيش يستعيد حقول جزل النفطية

وفي ريف حمص الشرقي، نجحت القوات السورية بالسيطرة على قرية جزل الصحراوية، بآبارها النفطية الستة، بعد خوض معركة ضد مسلحي «داعش»، عبر ثلاثة محاور. مصدر ميداني أكد لـ»الأخبار» أن أحد الآبار غير صالح للاستثمار، في حين أن أوضاع الآبار الخمسة الأُخرى جيدة، وهي مميزة بالنفط الخام الذي يسهل تكريره، ما شجع المسلحين على سرقة كميات كبيرة منه، خلال فترة سيطرتهم على الحقول.

صدّ الجيش هجوماً لـ«النصرة» و «الشامية» على باشكوي وحندرات في ريف حلب


وبحسب المصدر، فإن الجيش سيطر على القرية التي تبعد عن مدينة تَدمر 28 كلم إلى الشمال الغربي، بعد هجوم من 3 محاور: من قرية جحار شمالاً (تبعد 18 كلم عن الآبار)، ومن شركة حيان غرباً (تبعد 15 كلم)، ومن مدينة تدمر الأثرية، لتطبق على مسحلي داعش وتسيطر على البلدة والآبار، وتبدأ ببناء خط دفاع قوي، يرمي إلى حماية الحقول من هجمات جديدة. ويضيف المصدر أن الجيش سيطر أيضاً على منطقة الخانق التي تبعد 6 كلم إلى الشمال الشرقي من جزل، والتي تعد من الممرات الجبلية المستخدمة لتهريب النفط من الآبار. ويتابع المصدر أن عناصر الجيش رصدوا نداءات استغاثة من مسلحين «داعش» الأجانب الذين هربوا من المنطقة، وفشلوا في تحديد اتجاه الهرب، ما أدى إلى ضياعهم في الصحراء. ويؤكد المصدر أن المسلحين خلّفوا وراءهم عشرات القتلى، وآثار النفط في كل مكان من القرية. فيما كانت الصهاريج التي كانت تستخدم لتهريب النفط من المنطقة متفحمة، بفعل استهدافها من قبل الجيش، خلال فترة سيطرة «داعش» على القرية الصحراوية. وقد أقرّت مواقع إعلامية معارضة بتقدّم الجيش في المنطقة، فيما كانت مواقع قريبة من «داعش» تنفي ذلك.
اما في محافظة السويداء، فقد استعاد الجيش السيطرة على بلدة أبو حارات شمال مطار خلخلة العسكري، بعد طرد مسلحي «داعش» منها. وتقع البلدة في أقصى شمال ريف السويداء، في منطقة تمثل امتداداً لريف دمشق الشرقي، حيث ينتشر مسلحو داعش في بير القصب وتل دكوة التي تعرّضت أمس لغارات شنتها الطائرات الحربية السورية. ونشر تنظيم «داعش» امس صوراً لمقاتليه في تلك المنطقة.
وفي ريف حلب الشمالي، صدّ الجيش السوري هجوماً شنه مقاتلو «جبهة النصرة» والجبهة الشامية على بلدتي باشكوي وحندرات. اما في ريف حلب الشمالي الشرقي، فسيطرت «الوحدات» على بلدة شيوخ فوقاني، الواقعة جنوبي غربي مدينة عين العرب. وبعد انسحاب «داعش» من بلدة شيوخ الواقعة على الضفة الشرفية لنهر الفرات، فجّر الجسر الذي يصلها بمدينة جرابلس الواقعة على الضفة الغربية للفرات، بمحاذاة الحدود التركية.
وفي ريف درعا الشمالي الغربي، استهدف سلاح الجو أحد المنازل في بلدة عقربا، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من القيادات الميدانية في جبهة النصرة، خلال اجتماع سري. كذلك أغار سلاح الجو على تجمعات لـ «النصرة» في قرية سنينة وتقاطع الطيحة ــ المال في المنطقة ذاتها. الأمر الذي دعا الجبهة إلى تهديد الفصائل التي تريد الانسحاب من معركة ريف درعا، بتحويل عناصرها إلى «المحكمة الشرعية». وتزامن البيان مع إعلان 4 «كتائب» من «لواء الكرامة» انشقاقها عن «اللواء».
وفي الحسكة، دارت اشتباكات بين كل من الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة اخرى.
في المقابل، اعلنت «حركة أحرار الشام» في بيان مصوّر امس استهدافها دورية راجلة للجيش السوري بعبوة ناسفة على طريق إدلب ــ أريحا. وتضم الدورية 5 جنود.




دان مجلس الأمن استخدام غاز الكلور كسلاح في سوريا، وهدّد باتخاذ إجراء إذا استخدمت مثل هذه الأسلحة مجدداً، لكن المجلس لم يحدد المسؤول عن الهجمات السابقة باستخدام الكلور.
وتبنى قراراً «يشدد على أن هؤلاء الأفراد المسؤولين عن أي استخدام للمواد الكيميائية كأسلحة بما في ذلك الكلور أو أي مادة سامة أخرى لا بد من محاسبتهم». وصوّت لمصلحة القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، عبر مندوبتها سامانتا باور (الصورة)، 14 عضواً بينهم روسيا، وامتنعت فنزويلا عن التصويت، لأنها قالت إن القرار «يفتح مساراً خطيراً لاستخدام القوة».