بعد يومين من انطلاق العملية العسكرية في النصف الشمالي من محافظة صلاح الدين لاستعادة مدينة تكريت ومحيطها من تنظيم "داعش"، نجحت القوات العراقية أمس في تثبيت الحصار حول المدينة من ثلاثة محاور، فيما سجّل تقدم واضح في منطقة جبال حمرين ذات الامتداد الجغرافي المهم.وأعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين، أمس، محاصرة مدينة تكريت من ثلاثة محاور. وقال نائب رئيس اللجنة، خالد الخزرجي، في حديث صحافي، إن "القوات الامنية من الجيش العراقي والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر، تحاصر المدينة من ثلاثة محاور"، موضحاً أن "الاول يتمثل في المحور الجنوبي في مستشفى تكريت، والثاني المحور الغربي وهو الشارع الرئيسي الذي تسيطر عليه القوات الامنية". وأضاف أن "المحور الثالث هو الشمالي الذي بدأ من تحرير حي الطين وحي القادسية وكلية التربية".
وتوقع الخزرجي "دخول تلك القوات الى مركز المدينة خلال 24 ساعة"، لافتاً إلى "عدم وجود أي دور للتحالف الدولي في عملية تحرير تكريت وبقية مناطق صلاح الدين".
وفي حين أعلن محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، أنّ مجمل المعطيات الميدانية تشير إلى أنّ "المعركة ستحسم خلال أيام"، قال رئيس مجلس المحافظة، جاسم العطية، لـ"قناة العربية الآن"، مساء أمس، إنّ "مقاتلي فوج الشهيدة أمية الجبوري سيطروا قبل ساعة على موقع استراتيجي مهم جداً، هو مركز شرطة الخليفة، وقطعوا الطريق الرابط بين الشرقاط (شمال المدينة) وتكريت، وهو المنفذ الوحيد المتبقي لإمداد مسلحي داعش من خارج المحافظة".
في مقابل ذلك، أجمعت وكالات أنباء دولية ومراقبون على أنّ تقدّم القوات العراقية تباطأ بسبب العبوات المزروعة على جانب الطرقات وبسبب القناصة. وقال ضابط برتبة لواء في الجيش لوكالة "فرانس برس": "مسلحو داعش يواجهون قواتنا بحرب عصابات وعبر قناصين، لذا فإن تقدمنا حذر ودقيق ونحن بحاجة الى مزيد من الوقت". وقال المصدر "نحن قريبون من قضاء "الدور" لكننا نخوض اشتباكات عنيفة جداً مع عناصر داعش"، مضيفاً أن هؤلاء "لا يزالون في مركز القضاء".
أما إلى الشرق، فقد سيطرت القوات العراقية على قسم من جبال حمرين يمتد بين تكريت ومدينة كركوك، بحسب محافظ صلاح الدين رائد جبوري ومصدر عسكري عراقي. وتجري العملية بغطاء مكثف من المدفعية الثقيلة وطائرات الجيش العراقي، من دون مشاركة طائرات "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن.
من جهة أخرى، دعا وزير الدولة العراقي لشؤون المحافظات، أحمد عبدالله عبد الجبوري، أبناء محافظة صلاح الدين إلى الالتحاق بالقوات التابعة للحكومة. وقال إن "على أبناء محافظة صلاح الدين الالتحاق بالعمليات المباركة للقضاء على داعش وأن يكونوا في المقدمة لمسك الارض بعد تحريرها وإفساح المجال للقوات المحررة للاتجاه الى المدن العراقية الاخرى لتحريرها". ووجه الوزير رسالة تطمينية، قال فيها: "إلى أهلي في صلاح الدين، هذه العملية لا تستهدف سوى الارهابيين ولن تكون انتقامية من عشيرة أو من أشخاص (على خلفية ما يثار عن مجزرة سبايكر) وإنما من داعش حصراً، وعلى الجميع دعم القوات الامنية والوقوف معها من أجل الكرامة والأرض".
وفي موازاة التطورات الدائرة في تكريت ومحيطها، تتحرك في المشهد الخلفي قضية مشاركة "التحالف الدولي" في العملية. البنتاغون نفى الأمر أول من أمس، من دون إعطاء الكثير من التفاصيل، ليزيد ذلك من المؤشرات التي تؤكد أنّ ما يجري في تكريت يمثّل حلقة تحوّل في الحرب على تنظيم "داعش" في العراق. وإن ثبتت في الأيام المقبلة عناصر المشهد عند حدود هجوم تقوده الحكومة العراقية، بمساندة من قوات "الحشد الشعبي" إضافة إلى قوى عشائرية، وبدعم إيراني، فإنّ أسئلة عدة لا بد أن تثار: كيف ستتعامل واشنطن مع الأمر؟ ما مدى سرعة التفاعل التركي؟ وماذا عن موقف القوى الإقليمية الأخرى؟
عموماً، وفي خضم التحولات التي يشهدها الميدان العراقي، أكد منسّق "التحالف الدولي"، الجنرال الاميركي جون آلن، مساء أول من أمس، أن لا جدول زمنياً للهجوم الذي تستعد القوات العراقية لشنّه ضد التنظيم في العراق، وخصوصاً المعركة المرتقبة في الموصل. وقال الجنرال آلن أمام مركز أبحاث "اتلانتيك كاونسل" في واشنطن: "علينا أن نقاوم إغراء تحديد جدول زمني" للهجمات المرتقبة، مثل معركة الموصل.
وأضاف آلن "الأهم من الجدول الزمني هو الاستعداد"، مشدداً، خصوصاً، على ضرورة الإعداد لمرحلة ما بعد المعركة لجهة القدرة على تلبية احتياجات سكان المناطق التي تستعاد من التنظيم. وفي هذا الصدد، قال إنّ الاستعدادات يجب أن تشمل تشكيل قوة شرطة لضمان "أمن" السكان، وتعيين سلطات محلية لحكم المدينة وتمثيل الحكومة المركزية والاهتمام باللاجئين الراغبين في العودة الى ديارهم وإعادة الخدمات العامة؛ جملة من المقترحات التي قد تعني ترجمتها السياسية في وقت لاحق: تشكيل إدارات محلية.
بدوره، أبلغ أمس الجنرال لويد أوستن، وهو قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط وقائد التحالف الدولي الذي يحارب "داعش"، لجنة في الكونغرس الأميركي أن مكاسب عسكرية ملموسة تحققت صوب هزيمة "المقاتلين المتشددين"، وأن الحملة العسكرية تسير كما هو مخطط لها عندما بدأت في آب الماضي.
وقال أوستن أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب إن ما يزيد على 8500 من "المقاتلين المتشددين" قتلوا، وإن المئات من مركبات التنظيم وأنظمة الأسلحة الثقيلة الخاصة به دُمّرت.
وأردف "من المؤكد أن الدولة الاسلامية تفقد هذه المعركة، وأنا على يقين من أنه سيُهزم مجدداً. سيُمنى بالهزيمة".
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)




أميركي يفجّر نفسه قرب سامراء

أعلن تنظيم "داعش"، أمس، أن أميركياً نفذ هجوماً انتحارياً على تجمع للقوات العراقية ومقاتلين موالين على أطراف سامراء.
وقال في نشرة "إذاعة البيان" التابعة له: "قام الأخ الاستشهادي أبو داوود الأمريكي بتفجير شاحنته المفخخة على تجمعات للجيش الصفوي وميليشياته الرافضية على أطراف مدينة سامراء".
وتداولت حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع "تويتر" أن العملية نفذت الاثنين، إضافة الى صورة تحمل توقيع "ولاية صلاح الدين" مؤرخة بيوم أمس، لملثّم قدّم على أنه "الأخ الاستشهادي أبو داوود الأمريكي"، من دون أن تظهر أيّ من معالم وجهه، باستثناء عينيه الداكنتين.
(أ ف ب)